الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن

          2987- مُسْلِمٌ: عن عقبةَ بنِ عامرٍ: أنَّ رَسُول الله صلعم خرجَ يومًا، فصلَّى على أهلِ أُحُدٍ صلاتَه على الميِّتِ، ثمَّ انصرفَ إلى المنبرِ، فقَالَ: «إنِّي فَرَطٌ لَكُم، وأنا شهيدٌ عليكُم، وإنِّي واللهِ لأنْظُرُ إلى حوضِيَ الآنِ، وإنِّي قدْ أُعطيتُ مفاتيحَ خزائنِ الأرضِ، أو مفاتيحَ الأرضِ، [وإنِّي](1) واللهِ؛ ما أخافُ عليكُم أن تُشركوا بَعْدي، ولكنِّي(2) أخافُ عليكُم أنْ تتنافَسُوا فيها». [خ¦1344]
          وعنه قَالَ: [صلَّى](3) رسولُ اللهِ صلعم على قتلى أُحُدٍ، ثمَّ صَعِدَ المنبرَ، كالمودِّع للأحياءِ والأمواتِ، فقَالَ: «إنِّي فَرَطُكُم على الحوضِ، وإنَّ عَرْضَهُ كما بينَ أيلةَ إلى الجُحْفَةِ، إنِّي لستُ أخشى عليكُم أنْ تُشركوا بعدِي، ولكنِّي أخشَى عليكُم الدُّنيا أن تتنافسوا(4) فيها، وتَقتَتِلوا(5) ، فتَهْلِكُوا كما هَلَكَ منْ كانَ قبلَكم».
          قَالَ عقبةُ: فكانَ(6) آخرَ ما رأيتُ رسولَ الله صلعم على المنبرِ.
          وقَالَ الْبُخَارِيُّ في بَعْض طُرُقِهِ [خ¦4042] : صلَّى رسولُ الله صلعم على قتلى أُحُدٍ بعدَ ثمانِ سنينَ كالمودِّع للأحياءِ والأمواتِ، ثمَّ طَلعَ على المنبرِ، فقَالَ: «إنِّي بينَ أيديكُم فرطٌ، وأنا شهيدٌ عليكم، وإنَّ موعدَكم الحوضُ، وإنِّي لأنظرُ إليه من مقامِي هذا...»، ولم يذكرْ عَرْضَ الحوضِ، ولا قَالَ في بَعْضِ الطُّرق: «أو مفاتيحَ الأرضِ»، وقَالَ: فكانتْ آخرَ نظرةٍ نظرتُها إلى رسولِ الله صلعم، ولم يقلْ: «على المنبرِ».


[1] سقط من (غ).
[2] في المطبوع: (ولكن).
[3] سقط من (أت).
[4] في (غ): (تنافسوا).
[5] في (ص): (وتقتلوا).
[6] في (أتم): (وكان).