الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: إنهم قاتلوك قال: بمكة؟ قال: لا أدرى

          2964- وَخَرَّجَ عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ، عنْ سعدِ بنِ معاذٍ أنَّهُ [قَالَ](1) : كَانَ صَدِيقًا لأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَكَانَ أُمَيَّةُ إِذَا مَرَّ بِالْمَدِينَةِ؛ نَزَلَ عَلَى سَعْدٍ، وَكَانَ سَعْدٌ إِذَا مَرَّ بِمَكَّةَ؛ نَزَلَ عَلَى أُمَيَّةَ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ الله صلعم ِالْمَدِينَةَ انْطَلَقَ سَعْدٌ مُعْتَمِرًا، فَنَزَلَ عَلَى أُمَيَّةَ بِمَكَّةَ، فَقَالَ لأُمَيَّةَ: انْظُرْ لِي سَاعَةَ(2) خَلْوَةٍ لَعَلِّي أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ، فَخَرَجَ بِهِ قَرِيبًا مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ(3) فَلَقِيَهُمَا أَبُو جَهْلٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا صَفْوَانَ؛ مَنْ هَذَا مَعَكَ؟ قَالَ(4) : هَذَا سَعْدٌ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ: أَلَا أَرَاكَ تَطُوفُ بِمَكَّةَ آمِنًا، وَقَدْ أَوَيْتُمُ الصُّبَاةَ، وَزَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ تَنْصُرُونَهُمْ وَتُعِينُونَهُمْ، أَمَا وَاللهِ لَوْلَا أَنَّكَ مَعَ أَبِي صَفْوَانَ مَا رَجَعْتَ إِلَى أَهْلِكَ سَالِمًا، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ_وَرَفَعَ صَوْتَهُ عَلَيْهِ_: أَمَا وَاللهِ؛ لَئِنْ مَنَعْتَنِي هَذَا لأَمْنَعَنَّكَ مَا هُوَ أَشَدُّ عَلَيْكَ مِنْهُ طَرِيقَكَ عَلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ لَهُ أُمَيَّةُ: لَا تَرْفَعْ صَوْتَكَ يَا سَعْدُ عَلَى أَبِي الْحَكَمِ فإنَّه سَيِّدُ أَهْلِ الْوَادِي، فَقَالَ سَعْدٌ: دَعْنَا عَنْكَ / يَا أُمَيَّةُ، فَوَاللهِ؛ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم يَقُولُ: إِنَّهُمْ قَاتِلُوكَ، قَالَ: بِمَكَّةَ؟ قَالَ: لَا أَدْرِى، فَفَزِعَ لِذَلِكَ أُمَيَّةُ فَزَعًا شَدِيدًا، فَلَمَّا رَجَعَ أُمَيَّةُ إِلَى أَهْلِهِ، قَالَ: يَا أُمَّ صَفْوَانَ؛ أَلَمْ تَرَيْ مَا قَالَ لِي سَعْدٌ؟ قَالَتْ: وَمَا قَالَ لَكَ؟ قَالَ: زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُمْ قَاتِلِيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: بِمَكَّةَ؟ فقَالَ: لَا أَدْرِى، فَقَالَ أُمَيَّةُ: وَاللهِ؛ لَا أَخْرُجُ مِنْ مَكَّةَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ بَدْرٍ اسْتَنْفَرَ أَبُو جَهْلٍ النَّاسَ، فقَالَ: أَدْرِكُوا عِيرَكُمْ، فَكَرِهَ أُمَيَّةُ أَنْ يَخْرُجَ، فَأَتَاهُ أَبُو جَهْلٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا صَفْوَانَ؛ إِنَّكَ مَتَى [مَا](5) يَرَاكَ النَّاسُ قَدْ تَخَلَّفْتَ(6) وَأَنْتَ سَيِّدُ أَهْلِ الْوَادِي؛ تَخَلَّفُوا مَعَكَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ أَبُو جَهْلٍ حَتَّى [خرج](7) قَالَ: أَمَّا إِذْ غَلَبْتَنِي، لأَشْتَرِيَنَّ أَجْوَدَ بَعِيرٍ بِمَكَّةَ، ثُمَّ قَالَ أُمَيَّةُ: يَا أُمَّ صَفْوَانَ؛ جَهِّزِينِي، فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَا صَفْوَانَ؛ وَقَدْ نَسِيتَ مَا قَالَ لَكَ أَخُوكَ الْيَثْرِبِيُّ؟ قَالَ: لَا، مَا أُرِيدُ أَنْ أَجُوزَ مَعَهُمْ إِلَّا قَرِيبًا، فَلَمَّا خَرَجَ أُمَيَّةُ؛ أَخَذَ لَا يترك مَنْزِلًا إِلَّا عَقَلَ بَعِيرَهُ، فَلَمْ يَزَلْ بِذَلِكَ حَتَّى قَتَلَهُ اللهُ بِبَدْرٍ.
          خَرَّجَهُ في المغازي، في بابِ ذكرِ النَّبيِّ صلعم منْ يُقتل ببدرٍ. [خ¦3950]
          وفي علاماتِ النُّبوَّةِ أَيْضًا [خ¦3632] ، وفيهِ: انتظرْ حتَّى إذا انتصفَ النَّهارُ وغفلَ النَّاسُ، انطلقتُ فطُفتُ، فبينا سعدٌ يطوفُ إذا أبو جهلٍ... الحديثَ.
          وفيهِ: فتلاحيا بينهما، وقَالَ: فجعلَ_يعني أمَّيةُ_ يمسكُ سعدًا، وفيهِ منْ قولِ أمِّ صفوان لأمَّيةَ لمَّا حدَّثها: واللهِ ما يكذبُ محمَّدٌ إذا حدَّثَ.
          ولم يُخرِّجْ مسلمُ [بنُ الحجَّاجِ](8) عنْ سعدِ بنِ معاذٍ في كتابهِ شيئًا.


[1] سقط من (صق).
[2] في (ص): (ساعةً).
[3] في (ص): (الليل).
[4] في (س): (فقال).
[5] سقط من (ق).
[6] في (ص): (خلفت).
[7] سقط من (أتم).
[8] سقط من (ص) و(ك).