الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: إن من نعم الله علي أن رسول الله توفي في بيتي

          3069- وَخَرَّجَ أَيْضًا عن عَائِشَةَ: أنَّها كانتْ تقولُ: إنَّ منْ نِعَمِ الله عليَّ أنَّ رَسُول اللِه صلعم تُوُفِّيَ في بيتيَ، وفي يوميَ، وبينَ سَحْري ونَحْري، وأنَّ اللهَ جمعَ بين ريقي وريقِه عند موتِه، ودخلَ عليَّ عبدُ الرَّحمنِ وبيدهِ سواكٌ، وأنا مُسندةٌ رسولَ الله صلعم فرأيتُه ينظرُ إليه، وعَرَفْتُ أنَّهُ يحبُّ السِّواكَ، فقلت: آخذُه لكَ؟ فأشارَ برأسِه: أيْ نعم، فتناوَلْتُه، فاشتَدَّ عَلَيْهِ، فقلت: أُلَيِّنْه لكَ؟ فأشار برأسِه: أنْ(1) نعم، فليِّنْتُه(2) ، فأُمِرُّه وبينَ يدَيْهِ رَكْوَةٌ أو عُلبةٌ(3)_فشكَّ(4) عمرُ_ فيها ماءٌ فجعلَ يُدخِلُ يَدَيْهِ في الماءِ(5) فيمسَحُ بهما وجهَهُ، يقولُ: «لا إله إلَّا اللهُ، إنَّ للموتِ سكراتٍ» ثمَّ نصبَ يدَهُ فجعلَ يقولُ: «في الرَّفيقِ الأعلى» حتَّى قُبِضَ ومالتْ يدُه. [خ¦4449]
          وفي لفظٍ آخر: تُوُفِّيَ رسولُ اللهِ صلعم في بيتيَ وفي يوميَ وبينَ سحريَ ونحريَ، وكانَ أحدُنا يعوِّذُه بدعاءٍ إذا مَرِضَ، فذهبتُ أعوِّذُهُ فرفعَ رأسَه إلى السَّماءِ، وقَالَ: «في الرَّفيقِ الأعلى، في الرَّفيق الأعلى»، ومرَّ عبدُ الرَّحمنِ وفي يدِه جريدةٌ رطبةٌ، فنظر إليه النَّبيُّ صلعم، فظننْتُ أنَّ له به حاجةٌ، فأخذْتُها، فمضغتُ رأسَهَا، ونفضْتُها فدفعْتُها إليه، فاستنَّ بها، كأحسنِ ما كان مُسْتَنًّا، ثمَّ ناولَنِيْهَا، فسقطَت يدُه، أو سَقَطَتْ مِنْ يَدِهِ، فجمعَ اللهُ بينَ ريقي وريقِه في آخرِ يومٍ من الدُّنيا، وأوَّلِ / يومٍ من الآخرةِ. [خ¦4451]
          أخرجَ مسلمٌ منْ هَذَا الْحَدِيثِ تعويذَهُ ╕ أهلَه(6) ، وقَالَ: «اللَّهمَّ؛ اغفِرْ لي وارحمْنِي واجعلْنِي مع الرَّفيقِ الأعلى»، قَالَها مرَّةً واحدةً.
          وفي بَعْضِ طرقِ الْبُخَارِيِّ أيضًا: فأخذتُ السِّواكَ، فقضمتُه، ونفضتُه، فطيَّبْتُه، ثمَّ دفعْتُه إليه، فاستنَّ به، وقَالَ: «في الرَّفيقِ الأعلى» ثلاثًا، ثمَّ قضى. [خ¦4438]
          وفي آخر: فاستنَّ بهِ وهو مستندٌ إلى صدري. [خ¦4450]
          وفي آخر: مضغْتُه، ثمَّ سَنَنْتُه بهِ. [خ¦4450]
          وعن عَائِشَةَ أَيْضًا في هَذَا الْحَدِيثِ قَالَتْ: ماتَ النَّبيُّ(7) صلعم وإنَّه لبينَ حاقِنَتِي وذاقِنَتِي، فلا أكرَهُ شدَّةَ الموتِ لأحدٍ بعدَ النَّبيِّ صلعم. [خ¦4446]
          وعن الأسودِ بنِ يزيدَ قَالَ: ذُكِرَ عندَ عَائِشَةَ(8) أنَّ النَّبيَّ صلعم أوصى إلى عليٍّ، فقَالَت: من قَالَهُ؟ لقد رأيتُ رسولَ اللهِ صلعم وإنِّي لَمسنِدَتُهُ إلى صدري، فدعا بالطَّسْتِ، فانخنثَ(9) فماتَ وما شَعَرْتُ، فكيف أوصى إلى عليٍّ؟. [خ¦4459]


[1] في (ص): (أن).
[2] في (ص): (فتلينته).
[3] في (ص): (علية).
[4] في (أتم): (يشك).
[5] في (ص): (فيها).
[6] (أهله) ليست في (ت) وهي في (م).
[7] في (صق): (رسول الله).
[8] زيد في (ق): (♦).
[9] في (صق): (فانخنثت).