الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: أحصيها حتى نرجع إليك إن شاء الله

          2970- مُسْلِمٌ: عن أبي حميدٍ الساعديِّ قَالَ: خرجنا معَ رسولِ الله صلعم غزوةَ تبوكَ، فأتيْنَا واديَ القُرى على حديقةٍ لامرأةٍ، فقَالَ رسولُ الله صلعم: « [اخرُصُوها](1) » فخَرَصناها، وخَرَصَها رسولُ الله صلعم عَشَرَةَ أَوْسُقٍ، وقَالَ: «أحصِيها حتَّى نرجعَ إليكِ إن شاءَ اللهُ»، فانطلقْنِا حتَّى قدِمْنا تبوكَ، فقَالَ النَّبيُّ صلعم: «ستهبُّ عليكُمُ اللَّيلةَ ريحٌ شديدةٌ، فلا يقمْ [فيها](2) أحدٌ منكُمْ، فمَنْ كانَ لهُ بعيرٌ فليشدَّ عِقَالَه»، فهبَّتِ ريحٌ شديدةٌ، فقامَ رجلٌ، فحملَتْه الرِّيحٌ حتَّى ألقَه بجبلِ(3) طيِّئٍ، وجاءَ رسولُ ابنِ العَلْمَاءِ، صاحبِ أَيْلَةَ إلى رسولِ اللهِ صلعم بكتابٍ، وأَهدى لهُ بغلةً بيضاءَ، فكتبَ إليهِ رسولُ الله صلعم وأَهدى لهُ بُرْدًا، ثمَّ أقبَلْنا حتَّى أتيْنا(4) واديَ القُرى، فسألَ رسولُ اللهِ صلعم المرأةَ عن حديقتِها: «كمْ بلغَ ثمرُها(5) ؟» فقَالَت: عَشَرةَ أَوْسُقٍ، فقَالَ رسولُ الله صلعم: «إني مُسرعٌ، فمنْ شاءَ منكُم؛ فليسرعْ(6) معي، ومنْ شاءَ؛ فليمكُثْ»، فخرجْنَا حتَّى أشرَفْنا على المدينةِ، فقَالَ: «هذه طابةُ، وهذا أُحُد، وهو جبلٌ يحبُّنا ونحبُّه»، ثمَّ قَالَ: «إنَّ خيرَ دورِ الْأنْصَار دارُ بني النَّجارِ، ثمَّ دارُ بني عبدِ الأشهلِ، ثمَّ دارُ بني(7) الحارثِ بنِ الخزرجِ، ثمَّ دارُ بني ساعدةَ، وفي كلِّ دورِ الْأنْصَارِ خيرٌ»، فلحِقَنا سعدُ بنُ عبادةَ، فقَالَ أبو أسيدٍ: ألمْ ترَ أنَّ رسولَ الله صلعم خيَّر دورَ الْأنْصَار فجعَلَنا آخرًا، فأدركَ سعدٌ رسولَ الله صلعم، فقَالَ: يا رسولَ الله؛ خيَّرتَ دورَ الْأنْصَار فجعلْتَنا آخرًا؟! فقَالَ: «أوليسَ بحسْبِكم أن تكونُوا من الخِيارِ».
          وفي روايةٍ: فكتبَ لهُ رسولُ الله صلعم بِبَحْرِهم.
          وقَالَ الْبُخَارِيُّ في هَذَا الْحَدِيث: «إنِّي متعجِّلٌ إلى المدينةِ، فمنْ أرادَ منكُم أنْ يتعجَّلَ معي؛ فليتعجَّلْ» وقَالَ: «دورُ بني النَّجارِ، ثمَّ دورُ بني عبدِ الأشهلِ، ثمَّ دورُ بني ساعدةَ أو دورُ بني الحارثِ بنِ الخزرجِ، وفي كلِّ دورِ الأنْصارِ»؛ يعني: خيرٌ.
          وقَالَ في طريقٍ آخرَ كما قَالَ مسلمٌ ☼.
          خرَّجَ الحديثَ الأوَّلَ في الزكاةِ، وترجمَ عَلَيْهِ: بابُ خرصِ التَّمْرِ [خ¦1481] ، وقَالَ: كلُّ بنيانٍ(8) عَلَيْهِ حائطٌ؛ فهو حديقةٌ، وما لمْ يكنْ عَلَيْهِ حائطٌ؛ لم يٌقلْ: حديقةٌ. [خ¦1482]
          وفي بَعْض طُرُقِهِ: فقَالَ أبو أسيدِ: ألمْ ترَ أنَّ رَسُولَ الله صلعم خيَّرَ [دورَ](9) الأنْصارِ. [خ¦3791]


[1] سقط من (ص).
[2] سقط من (أت).
[3] في غير (صق): (بجبلي).
[4] في (أتم): (قدمنا).
[5] في (ص): (تمرها).
[6] في (ص): (أن يسرع).
[7] زيد في (غ): (عبد).
[8] في المطبوع: (بستان).
[9] سقط من (غ).