الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: صنع رسول الله أمرًا فترخص فيه

          3077- مُسْلِمٌ: عن عَائِشَةَ قَالَتْ: صنعَ رسولُ الله صلعم أمرًا فترخَّصَ فيهِ، فبلغَ ذلكَ ناسًا منْ أصحابهِ، فكأنَّهم كرهُوْهُ وتنزَّهُوا عنهُ، فبلغهُ ذلكَ، فقام خطيبًا، فقَالَ: «ما بالُ رجالٍ بلغهمْ عنِّي أمرٌ ترخَّصْتُ فيهِ، فكرِهُوهُ، وتنزَّهُوا عنهُ؟! فواللهِ؛ لأنا أعلمهمْ باللهِ، وأشدُّهم لهُ خشيةً».
          وفي لفظٍ آخرَ: ترخَّصَ رسولُ اللهِ صلعم في أمرٍ، فتنزَّهَ عنهُ ناسٌ منَ النَّاسِ، فبلغَ ذلكَ النَّبيَّ صلعم، فغَضِبَ حتَّى بانَ الغضبُ في وجههِ، ثمَّ قَالَ: «ما بالُ أقوامٍ / يرغبونَ عمَّا رُخِّصَ لي فيهِ؟! فواللهِ؛ لأنا أعلَمُهُمْ باللهِ وأشدُّهُم لهُ خشيةً».
          في بَعْضِ طرقِ الْبُخَارِيِّ عنْ عَائِشَةَ: فبلغَ ذلكَ النَّبيَّ صلعم فَخَطَبَ، فحمدَ اللهَ، ثمَّ قَالَ: «ما بالَ أقوامٍ...» الحديثَ. [خ¦6101]
          وفي طريقٍ آخرَ: قَالَتْ: كانَ رسولُ اللهِ صلعم إذا أمرَهمْ؛ أمرَهمْ منَ الأعمالِ بما يطيقونَ، قَالَوا: إنَّا لسنا كهيئتِكَ يا رسولَ اللهِ، إنَّ اللهَ قدْ غفرَ لكَ ما تقدَّمَ منْ ذنبكَ وما تأخَّرَ، فيغضبُ حتَّى يُعْرَفَ الغضبُ في وجههِ، ثمَّ يقولُ: «إنَّ(1) أتقاكمْ وأعلمكمْ باللهِ أنا».
          خرَّجهُ في كتابِ الإيمانِ في بابِ قول النَّبيِّ صلعم: «أنا أعلمُكُمْ باللهِ» وأنَّ المعرفةَ عملُ القلبِ؛ لقولِ اللهِ ╡: {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ} [البقرة:225] . [خ¦20]


[1] في غير (م) والمطبوع: (أنا).