غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

الحجاج بن محمد أبو محمد الأعور المصيصي

          225 # الحَجَّاجُ بن محمَّد، أبو محمَّد الأَعْورُ، المِصِّيصِيُّ.
          كان ببغداد، فتحوَّل إلى المِصِّيْصَة، ثمَّ رجع منها إلى بغداد في حاجَةٍ له، فمات بها.
          يقال: إنَّه مولى سُلَيمان بن مُجَالِد مولى أبي جعفر الهاشميِّ.
          والحجَّاج تِرْمِذِيُّ الأصل.
          ثقة، ثَبْت، لكنَّه اختَلَط في آخِر عمره لمَّا قدم بغداد.
          قال الأَثْرم: قال أبو عبد الله: ما كان أضبطَ حجَّاجاً، وأصحَّ حديثَه، وأشدَّ تعاهدَه للحروف! فَرَفَعَ أَمْرَه جدًّا، فقلتُ: كان صاحبَ عَربيَّة؟ قال: نعم.
          قال إبراهيم السُّلَمِيُّ: حَجَّاجُ نائماً أوثقُ من عبد الرَّزَّاق يَقظانَ.
          قال أبو داود: خرج أحمد ويحيى إلى الحَجَّاج، فبَلَغني أنَّ يحيى كتب عنه نحوَ خمسين ألف حديث.
          قال ابن مَعين: (قال لي) المُعَلَّى الرَّازيُّ: رأيتُ أصحابَ ابن جُريج، فما رأيت(1) فيهم أثبتَ من حَجَّاج. قال: فكنتُ أتعجَّب منه، فلمَّا تأمَّلتُ ذلك إذا هو كما قال.
          قال ابن حجر(2) : هو أحد الأَثبات، أجمعوا على توثيقه، وذكره الصِّقِلِّيُّ في الضُّعفاء؛ بسبب تغيُّره واختلاطه في آخِر عمره، لكن ما ضرَّه الاختلاط، فإنَّ إبراهيم / الحَربيَّ حكى عن يحيى بن مَعين أنَّ ابنَه مَنَع أن يدخُلَ عليه أحدٌ بعدَ اختلاطه. وروى له الجماعة.
          - تنبيه:
          ضبطُ المِصِّيْصِيِّ مرَّ ذِكرُه في «إبراهيم بن محمَّد»، فلا نعيدُ؛ خوفَ الإطالة.
          قال الكَلَاباذيُّ(3) : فسمع الحَجَّاجُ من ابن جُرَيج، وشُعبة. روى عنه قُتيبة بنُ سَعيد، ومحمَّدُ بن مُقَاتِل، وصَدَقة بنُ الفَضْل، ويحيى بن مَعين، ومحمَّد بن عبد الرَّحيم، والفَضْل بن يعقوب، والحَسَن بن محمَّد بن الصَّبَاح.
          روى عنه البخاريُّ بالواسطة، في الحجِّ [خ¦1569] ، والتَّفسير [خ¦4584] ، وغيرهما.
          مات ببغداد، سنة خمس، أو ستٍّ ومئتين، يوم الاثنين، لليلتَين خَلَتا من رَبيع الأوَّل.


[1] كلمة (رأيت) تكررت في (ن).
[2] مقدمة الفتح: ص395-396.
[3] الهداية والإرشاد:1/ 194.