غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

حبيب بن أبي ثابت

          217 # حَبيبُ بنُ أبي ثابت _واسمه: قَيْس، وقيل: هِنْدُ_ بن دِيْنَار، أبو يحيى الأَسَدِيُّ، (الكاهليُّ مولاهم، الكُوفي).
          ثقة، فقيه جليل، تابعيٌّ، لكنْ قيل: [كان] كثير الإرسال والتَّدليس.
          قال أبو بكر بن عيَّاش: لم يكن بالكوفة إلَّا ثلاثة أنفس: حَبيب بن أبي ثابت، وحمَّاد بن أبي سُليمان، والحَكم، فكان هؤلاء الثَّلاثة أصحابَ الفُتْيا، ولم يكن بالكوفة بَدَلٌ لِحَبيب(1) .
          قال أبو يحيى القَتَّات: قدِمتُ مع حَبيبٍ الطَّائفَ، فكأنَّما قدِم عليهم نبيٌّ.
          قال ابن حجر(2) : متَّفق على الاحتجاج به، إنَّما عابُوا عليه التَّدليس، وقال يحيى القطَّان: له عن عطاء أحاديث لا يُتابَع عليها.
          قال ابن أبي مريم، عن ابن مَعين: ثقة، حجَّة. قيل له: ثَبْت؟ قال: نعم، إنَّما رَوَى حديثين _يعني مُنكَرين_: حديثُ الاستحاضة _يعني ما رَوَى عن عائشةُ(3) عن رسول الله صلعم قال: «تُصلِّي المُستَحاضَة، وإن قَطَر الدَّمُ على الحَصير»(4)_ وحديثُ القُبْلة أيضاً، عن عروة، عن عائشة(5) .
          قال ابن حجر: والحديثان أخرجهما أبو داود، وابن ماجَه، فقيل: إنَّه لم يَسمع من عُروة بن الزُّبير، وشَيخُه هو عُروةُ المُزَنيُّ، لا ابنُ الزُّبير.
          سمع: أبا وائل، وسعيدَ بن جُبير، وزيدَ بن وَهْب.
          وخارج الصَّحيح: سمع [ابنَ] عُمرَ، وابنَ عبَّاس(6) ، وأبا العبَّاس الشَّاعر.
          روى عنه: مِسْعَر، وشُعبة، والثَّوريُّ.
          روى عنه البخاريُّ بالواسطة، في الصَّوم [خ¦1979] ، والتَّفسير [خ¦4844] ، وغيرهما.
          مات في رمضان، سنة تسع عشرة ومئة، وقيل: سنة اثنتين وعشرين ومئة، في ولاية يوسف بن عُمر.
          وروى حَبيب بن أبي ثابت عن: أبي المِنْهال عبد الرَّحمن بن مُطْعِم _صاحبِ البَرَاء وزيد بن أَرْقم_ وإبراهيم بن سعد بن أبي وَقَّاص.


[1] كذا فيه، والذي في مصادر الترجمة: (إلَّا يَذِلُّ لِحَبيب)، أيْ: يَخضع لعلمه، انظر الجرح والتعديل:3/ 107، وتهذيب الكمال:5/ 361.
[2] مقدمة الفتح: ص395.
[3] في غير (ن): (ما روى عائشة).
[4] المسند (24145)، وأبو داود (298)، وابن ماجه (624).
[5] المسند (25766)، وأبو داود (179)، والتِّرمذي (86)، وابن ماجه (502)، وهو حديث: كان صلعم يُقبِّل بعضَ نسائه ثمَّ يُصلِّي ولا يتوضَّأ.
[6] روايته عنهما في السُّنن، أمَّا رواية حَبيب عن أبي العبَّاس الشَّاعر فهي في الصَّحيح برقم: (1979، 3004، 3419)، فتنبَّه.