غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

حزن بن أبي وهب

          236 # حَزْنُ بن أبي وَهْب بن عَمْرو، أبو وَهْب الصَّحابيُّ، جَدُّ سعيد بن المُسَيَّب.
          كان من المهاجرين، ومن أشراف قريش في / الجاهليَّة، وهو الذي أخذَ الحَجرَ الأَسود من الكعبة حين أرادت قريش بناءَ الكعبة، فنزا الحَجر من يده حتَّى رجع إلى مكانه، وقيل: الذي رَفع الحَجرَ أبو وهَبْ والد حَزْن. قال ابن الأثير(1) : وهو الصَّحيح.
          وهو أخو هُبَيْرة ويَزيد ابنَي أبي وَهْب، وأخو هَبَّار بن الأَسود لأُمِّه، أمُّهم جميعاً فَاخِتَةُ بنتُ عَامِر بن قُرط.
          عن سَعيد بن المُسَيَّب قال: كان اسم جَدِّي حَزْناً، فقال له النَّبيُّ صلعم: «ما اسمُك؟» قال: حَزْن. قال: «لا، بَلْ أنتَ سَهل». قال: لا أغيِّر اسمي. قال سعيد: لا جَرَمَ تُعْرَف فينا تِلك الحُزُونة، ففي وَلَدِه سوءُ خُلُق(2) .
          وأنكر الزُّبيريُّ هجرتَه، قال: هو وابنه المُسيَّب من مُسْلِمة الفتح.
          واستُشهد حَزْنٌ يومَ اليَمامة، وقيل: يوم بَزَاحَةَ(3) ، [أوَّل] خلافة أبي بكر.
          قال الكلاباذيُّ(4) : روى ابنه المسيَّبُ عنه.
          قال الدَّارقطنيُّ: لم يَروِ عن حَزْن غير ابنِه المسيَّب، ولا عن المسيَّب غيرُ ابنه سعيد.
          واستَدرَكَ عليه الكِرْمانيُّ(5) .
          روى عنه البخاريُّ بالواسطة، في الأدب [خ¦6190] [خ¦6193] ، وفي ذِكر أيَّام الجاهليَّة حديثاً آخَر موقوفاً [خ¦3833] .
          ومَرَّ وقت موته ☺.
          وحَزْنٌ، هو بفتح المهملة، وسكون الزَّاي، آخرها نون.
          - تتمَّة:
          قال الحاكم، وتبعه(6) البَيهقيُّ _كما قال العِراقيُّ(7)_: إنَّ البخاريَّ ومسلماً لم يُخرِّجا في صحيحيهما مَن ليس له إلَّا راوٍ واحدٌ.
          ونُوقِضَ قولُهما بأنَّهما أخرجا حديثَ المسيَّب بن حَزْن في وفاة أبي طالب(8) مع أنَّه لا راويَ له غير ابنه سعيد، وكذلك أخرج البخاريُّ حديثَ عَمْرو بن تَغْلب(9) : «إنِّي لأُعطي الرَّجل، والذي (أَدَعُ) أَحبُّ إِليَّ». [خ¦923] مع أنَّه لم يَروِ عن عَمْرٍو سوى الحسنِ البصريِّ. قاله مسلم وغيره.
          نعم، روى ابنُ عبد البرِّ أنَّه روى عنه أيضاً الحَكَمُ بن الأَعْرج. قال العراقيُّ(10) : ولم أَرَ له روايةً عنه في شيء من طرق أحاديث عَمرٍو. فتأمَّل.؟؟


[1] أسد الغابة:2/ 6.
[2] الحديث بمعناه في البخاريِّ (6190)، والمسند (23673).
[3] في (ن) تصحيفاً: (بزامة).
[4] الهداية والإرشاد:1/ 215.
[5] شرح البخاريِّ:22/ 46، واستدراكه على الدارقطنيِّ مُجمَلٌ.
[6] في (ن) تصحيفاً: (وشعبة).
[7] شرح التَّبصرة والتَّذكرة:2/ 196.
[8] البخاري (1360)، ومسلم (24).
[9] في (ن) تصحيفاً: (ثعلب).
[10] شرح التَّبصرة والتَّذكرة:2/ 197.