غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

الحسين غير منسوب

          275 # الحُسَيْنُ. غير منسوب.
          حدَّث عن: أحمد بن مَنِيْع البَغَوِيِّ.
          روى عنه: البخاريُّ، في أوَّل الطِّبِّ [خ¦5680] .
          قال أبو نَصْر الكَلاَباذيُّ(1) : الحُسين هذا، هو عندي ابن محمَّد بن زياد القَبَّانيُّ.
          الحافظُ، أحد أركان الحديث وحفَّاظ الدُّنيا، رحَل، وأكثر السَّماع، وصنَّف المسنَد، والتَّاريخ، والكُنى، والأبواب، أخرج البخاريُّ له.
          قال الكلاباذيُّ: كان عندَه مسندُ أحمدَ بنِ مَنيع، وبلَغني أنَّه كان يلزَم البخاريَّ، ويَهْوَى هَواه، لمَّا وقع له بَنْيَسابُور ما وقع.
          وكان الحُسين يقول: كان لجدِّي قَبَّان، ولم يكن وَزَّاناً، ولم يكن بنَيْسَابُورَ إذ ذاك كثيرُ قَبَّان، فكان النَّاس إذا أرادوا أن يزِنُوا شيئاً / جاؤوا واستعاروا قَبَّانَ جَدِّي، فشُهِر بالقَبَّانيِّ، وبقي علينا هذا اللَّقب. قال: وكان جدِّي زياد حَمَل ذلك القَبَّانَ من فارس إلى نَيْسَابور.
          قال أبو عبد الله محمَّد بن يعقوب: كان الحُسين بن محمَّد من أحفظ النَّاس للحديث، وأعرفِهم بالأسامي والكُنَى، وكان يجمع الحديثَ بعد مُسْلِم بن الحَجَّاج.
          سمع الحَنْظَلِيَّ، وعَمْرو بنَ زُرَارة الكِلاَبيَّ، وأبا بكر ابن أبي شَيْبة، والقَوَارِيريَّ، وغيرهم.
          روى عنه أبو زكريَّا يحيى بن محمَّد العَنْبَرِيُّ، ودَعْلَجُ بن أحمد السِّجْزِيُّ، وغيرهما، كالبخاريِّ.
          توفِّي سنة تسع وثمانين ومئتين.
          قلت: فهذا ممَّن تأخَّر وفاته عن البخاريِّ ⌂ جدًّا.
          - فائدة:
          القَبَّانِيُّ: بفتح القاف، وشدَّة الموحَّدة، آخرها نون، ويَشْتَبه بهذه النِّسبة في الصُّورة صُورٌ، منها:
          القَبَاثِيُّ، بفتح القاف والموحَّدة، آخرها مثلَّثة، نسبة إلى قَبَاث جدِّ أبي حفص عمر بن قَبَاث الأَسَديِّ، من أهل بَلْخٍ. سمع إسحاقَ بن إبراهيم الحَنْظَلِيَّ، وسُوَيدَ بن سَعيد، فهو من رفاق البخاريِّ، ورفاق الحُسين المذكور آنفاً.
          ومنها: القَبَاتِيُّ، مثلَ الذي قبلَه، لكن آخره(2) مثنَّاة فوقيَّة، اسم جَدِّ أبي نَصْر عبدِ الصَّمَد بن ظَفَر بن قَبَات الحَلبيِّ. حدَّث بحلب، ووَلِي بها الحِسبةَ، وبحلب جماعة يُنسَبون إليه.
          قال ابن السَّمعانيِّ(3) : كَهْلٌ، صالح، راغب في سماع الحديث، من أهل حلب، سمع معنا بدمشق من شيوخنا، مثل أبي المَعَالي محمَّد بن يحيى، وأبي الحُسين(4) عليِّ بن عبد الرَّحمن الصُّوريِّ. قال: تركته بدمشق حيًّا سنة ستِّ وثلاثين وخمس مئة.
          قلت: فهو متأخِّر عن البخاريِّ جدًّا.
          ومنها: القِبَابيُّ، بكسر القاف، وتخفيف الموحَّدة، آخرها موحَّدة كذلك، نسبة إلى قِبَاب، موضع بنيسابور وسمرقند.
          وأمَّا قِبَابُ نيسابور، وهي أقصى محلَّةٍ بها على طريق العراق، منها أبو الحسن عليُّ بن محمَّد (بن) العَلاَء القِبَابيُّ. سمع محمَّد بن يحيى الذُّهْلِيَّ، ويحيى بن مُعاذ الرَّازيَّ، وإسحاق بن مَنْصورِ، وغيرهم.
          قلت: فهو(5) أيضاً من رفاق البخاريِّ في الاشتغال، لكنْ أخيراً.
          توفِّي سنة أربعَ عشرة وثلاث مئة.
          والمنسوب إلى قِبَاب سمرقند(6) ، أحمد بن لُقْمَانَ بن عبد الله السَّمَرْقَنْدِيُّ. حدَّث بالرَّيِّ وغيرها.
          قلت: وليس أحد من المذكورين من مشايخ البخاريِّ، فلا يلتبس عليك النِّسْبَةُ، فلذلك ذكرت، فتأمَّل.(7)


[1] الهداية والإرشاد:1/175، وقال الحاكم وخَلَف الخيَّام وابن مَنده: هو الحسين بن يحيى بن جعفر البخاري البيكندي. انظر تهذيب التهذيب:2/ 323.
[2] في غير (ن): (آخرها).
[3] الأنساب:4/439.
[4] في (ن) تصحيفاً: (وأبي الحسن).
[5] في غير (ن): (فهذا).
[6] في غير (ن): (بسمرقند).
[7] فات المؤلِّفَ ☼ أن يذكر هنا:
- الحُسين بن واقد القرشيَّ مولاهم، أبا عليٍّ المَروَزيَّ القاضي. ثقة، جليل، له أوهام.
مات سنة تسع وخمسين ومئتين.
روى عن: ثُمَامة بن عبد الله بن أنس بن مالك.
روى عنه: الفَضل بن موسى السِّينانيُّ.
روى له البخاريُّ تعليقًا، في فضائل القرآن، بعد الحديث رقم: (5003).