غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

حسان بن أبي سنان

          242 # حَسَّانُ بنُ (أبي) سِنَان، الزَّاهدُ، العابدُ، القانت.
          قال القشيريُّ في رسالته: دَخَل حسَّان بن (أبي) سِنَان على أصحاب الحسن البصريِّ، فقال: أيُّ شيءٍ أشدُّ عليكم؟ قالوا(1) : الورع. قال حسَّان: ولا شيءَ أخفُّ عَليَّ منه. قالوا: كيف؟ قال: لم أَغْرِف(2) من نهركم منذ أربعين سنةً.
          وكان حسَّان لا ينام مضطجِعاً، ولا يأكلُ سَميناً، ولا يشرب ماءً بارداً، منذ ستِّين سنة، فرُئي في المنام بعدما مات، فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: خيراً، إلَّا أنَّني محبوس بإبرة؛ استعرتها، فلم أردَّها(3) .
          قلت: نقل عنه البخاريُّ تعليقاً، في باب المُشَبَّهات، من كتاب البيوع(4) [خ¦قبل 2052] ، فقال: «قال حسَّان: ما رأيتُ شيئاً أهونَ من الورع، دَعْ ما يَريبك إلى ما لا يَريبك».


[1] في (ن): (فقال).
[2] في غير (ن) (أَرْوَ).
[3] جاء في (ن) هنا: (قاله القشيري في رسالته) ولا حاجة لها لذكرها بداية النقل. وانظر الرِّسالة القُشيريَّة: ص215.
[4] في الأصول جميعها: (من كتاب الاعتكاف) والتصحيح من الصحيح فالحديث وبابه في البيوع.