غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

حيوة بن شريح

          316 # حَيْوَةُ بنُ شُرَيْح _بفتح المهملة، وسكون التَّحتيَّة المثنَّاة، وفتح الواو، وفي الوالد: بضمِّ المعجمة، وفتح الرَّاء، آخرها مهملة_ بن صَفْوان التُّجِيْبِيُّ _بضمِّ المثنَّاة الفوقيَّة، وكسر الجيم، والموحَّدة بين المثنَّاتَين التَّحتانيَّتين_ أبو زُرْعَةَ، الحَضْرَمِيُّ _بفتح المهملة، وسكون المعجمة_ المِصريُّ(1) .
          ثقة، ثبت، فقيه، زاهد.
          قال ابن وَهْب: ما رأيتُ أحداً أشدَّ استحقاقاً بعلمه(2) من حَيْوَةَ، وكان يُعرف بإجابة الدُّعاء، وكنَّا نجلس إليه للفقه، فكان كثيراً ما يقول: أَبدَلَني الله بكم عموداً أقومُ إليه أتلو كلامَ ربِّي. ثمَّ فعل ما قال، وآلى أن لا يجلس إلينا أبداً، وما كنَّا نأتيه وقتَ صلاةٍ إلَّا دخل وأغلق دونَنا البابَ، ووقف يصلِّي.
          قال ابن المبارك: ما وُصف لي أحدٌ ورأيتُه، إلَّا كان دونَ صفته، إلَّا حَيْوَة، فإنَّ رؤيتَه كانت أكثر(3) من صفته.
          قال خالد: كان حَيْوَةُ من البكَّائين، وكان ضيِّقَ الحال جدًّا، فجلست إليه ذات يوم وهو مُتَخَلٍّ وحدَه يدعو، / فقلت: رحمَك الله، لو دعوتَ الله أن يوسِّع عليك في معيشتك. فالتفَتَ يميناً وشمالاً، فلم يَرَ أحداً، ثمَّ أخذ حَصَاةً، وقال: اللَّهمَّ اجعَلْها ذهباً. فإذا هي _واللهِ_ تِبْرَةٌ في كفِّه، ما رأيتُ أحسن منها، فرمى بها إليَّ، و [قال](4) : ما خَيرٌ في الدُّنيا إلَّا للآخِرة. ثمَّ التفَتَ [إليَّ] ، وقال: هو أعلم بما يُصلِح عبادَه. فقلت: ما أَصنع بهذا؟ قال: استَنْفِقها. فهبته أن أُرادَّه(5) .
          قال هاني بن المتوكِّل: قلت لحَيْوَة: أراك رجلاً صالحاً، ومأوًى(6) للخير، وتنتقِل(7) من مكان إلى مكان، ولست أرى عليك أثر عبادتك. فقال حيوة: لِمَ تسألني عن هذا؟ فقلت: أردتُ أن ينفعني الله بك. قال: قال رسول الله صلعم: «أَوحى الله إلى عيسى أن: انتَقِلْ من مكانٍ إلى مكانٍ؛ لئلَّا تُعرَف فتؤذَى، فوعزَّتي وجلالي لأُزوِّجنَّك ألفَ حوراء، ولأُوْلِمَنَّ عليك أربعمائة عام»(8) .
          حدَّث عن: [أبي] عَقِيْل زُهْرَةَ بنِ مَعْبَد، وأبي(9) الأَسْود محمَّد بن عبد الرَّحمن، ويزيد(10) بن أبي حَبيب، ويزيد بن الهادِ، وبَكْر بن عَمرو، ورَبيعة بن يزيد [القصير] الدِّمشقيِّ.
          روى عنه: (عبد الله) بن المبارَك، وابن وَهْب، وعبد الله بن يحيى، وعبد الرَّحمن(11) بن يزيد المُقرئ، وأبو عاصم النَّبيل.
          روى عنه البخاريُّ بالواسطة، في التَّفسير [خ¦4514] [خ¦4596] [خ¦4650] [خ¦4837] ، والمناقب [خ¦3694] ، والمغازي [خ¦4042] ، وغيرها.
          قال ابن سعد(12) : مات في خلافة أبي جَعْفر.
          قال الكلاباذيُّ(13) : مات سنة تسع وخمسين ومئة.
          وقيل: سنة ثمان.


[1] في غير (ن) تصحيفاً: (البصري).
[2] في تهذيب الكمال:7/481: (أشد استخفاء بعمله)، وفي تهذيب التهذيب: (استحقاقاً بعمله).
[3] كذا هي في الأصول جميها، ولعلها تصحيف من (أكبر).
[4] سقطت (قال) من الأصول، واستدركناها من تهذيب الكمال:7/ 481.
[5] في غير (ن): (أن أردَّه).
[6] في (ن) تصحيفاً: (ونادى).
[7] في غير (ن): (ومنتقل).
[8] أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق:56/189، من حديث أبي هريرة بسند ضعيف جدّاً.
[9] في (ن) تصحيفاً: (ابن).
[10] تصحَّفت في غير (ن) إلى: (عبد الرحمن بن يزيد)، وكذلك: (بكر بن عَمرو) إلى: (بكر بن عمير)،
[11] كذا في الأصول، والصواب: (عبد الله)، وكنيته: أبو عبد الرَّحمن.
[12] في (ن) تصحيفاً: (ما أبكر).
[13] الهداية والإرشاد للكلاباذيِّ:1/ 212.