غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

حريز بن عثمان الرحبي

          234 # حَرِيْزُ _بفتح المهملة، وكسر الرَّاء، آخرها زاي_ بن عُثمان الرَّحَبِيُّ، أبو عثمان الحِمْصِيُّ.
          من صِغار التَّابعين، وكان يحفَظ كتابَه، وكان ثبتاً، ثقة.
          قال ابن السَّمعانيِّ(1) : وحُكي عنه من سوء المذهب، وفساد الاعتقاد ما لم يثبت عليه.
          قال أحمد بن عبد الله العِجْليُّ(2) : حَريز بن عثمان، شاميٌّ ثقة، وكان يَحمِل على عليٍّ ☺.
          وقال يحيى بن المُغيرة: إنَّ حَرِيزاً كان يشتمُ عليًّا على المنبر.
          رُوي عن يزيد بن هارون أنَّه قال: رأيتُ رَبَّ العِزَّة في المنام، فقال لي: يا يزيد! لا تَكتب منه، فإنَّه يَسبُّ عليًّا.
          وحَكَى عليُّ بن عَيَّاش قال: سمعتُ حَرِيز بن عُثمان يقول لرجل: وَيحك! أما(3) خِفتَ الله؟! حَكَيت عَنِّي أنِّي أسبُّ عَلِيًّا، والله ما أَسُبُّه، ولا سَببته قطُّ.
          وقال شَبَابةُ: سمعتُ حَريز بن عثمان، وقال / له رجل: يا أبا عَمرٍو(4) ! بلَغني أنَّك لا تَرَحَّم على عَليٍّ! قال: فقال: اسكُتْ! ما أنتَ وهذا؟! ثمَّ التفت إِليَّ، فقال: ☼ مئةَ مرَّةٍ.
          وثَّقه أحمد، وابنُ مَعِين، والأئمَّة، لكن قال الفلَّاس وغيره: إنَّه كان يَنتَقص عليًّا.
          وقال أبو حاتم: لا أعلم بالشَّام أثبت منه، ولم يصحَّ عندي ما يُقال عنه من النَّصْب. أَيْ: بُغض عليٍّ.
          قال ابن حجر(5) : وجاء منه(6) ذلك من غير وجهٍ، وجاء عنه خلافُ ذلك.
          وقال البخاريُّ(7) : قال أبو اليَمَان: كان حَرِيزٌ يتناول من رجلٍ، ثمَّ تَرك.
          وقال ابن عَدِيٍّ(8) : كان من ثقات الشَّاميِّين، وإنَّما وَضع منه بُغْضُه لَعليٍّ.
          وقال محمَّد بن حِبَّان: كان داعيةً إلى مذهبه؛ يُجتَنَبُ(9) حديثُه.
          قال ابن حجر(10) : ليس له عند البخاريِّ سوى حديثين، أحدُهما: في صِفة النَّبيِّ صلعم [خ¦3546] ، من روايته عن عبد الله بن بُسْر، وهو من الثُّلاثيَّات. والآخَر: حديثه عن عبد الواحد النَّصْريِّ(11) ، عن واثلِةَ بن الأَسْقَعِ، حديث: «مِنْ أَفْرَى الفِرَى أن يُرِيَ الرَّجل [عَينَيه] ما لم تَرَه» الحديث(12) . وروى له أصحاب السُّنن.
          قال الكَلاَباذيُّ(13) : حدَّث حَرِيز عن عبد الله بن بُسْرٍ، وعبد الواحد النَّصْري. روى عنه عليُّ بنُ عيَّاش، وعِصَامُ بنُ خالد.
          وخارج الصَّحيح: إسماعيل بن عيَّاش(14) ، وبقيَّةُ بنُ الوليد، وعيسى بن يونس، وإسحاق بن سُليمان الرَّازيُّ، ومعاذ بن معاذ العَنْبَرِيُّ، وعثمان بن كَثِيْر بن دِينار، ويزيدُ بن هارون، وشَبَابةُ بن سَوَّار، وعليُّ بنُ الجَعْدِ، وآدمُ بن أبي إِيَاس، وأبو اليَمَان الحكم بن نافع.
          روى عنه البخاريُّ بالواسطة، في صِفة النَّبيِّ صلعم [خ¦3546] ، وذِكر بني إسرائيل [خ¦3509] . قاله الكَلاَباذيُّ.
          ولد سنة ثمانين.
          ومات سنة ثلاث وستِّين ومئة، وهو ابن ثلاث وثمانين.
          - تنبيه:
          جميع ما في الصَّحيحين: جرير، بالجيم وتكرار(15) الرَّاء، سوى هذا، فهو: حَرِيز، بالمهملة ومعجمة أُخرى، وكذلك: أبو حَرِيز عبد الله بن الحُسين الأَزْديُّ، قاضي سِجِسْتَان، ذكره البخاريُّ تعليقاً [خ¦بعد 1953] [خ¦2650] ، كما سيجيء إن شاء الله تعالى.


[1] الأنساب 3/51.
[2] معرفة الثقات للعجلي:1/291.
[3] في غير (ن) (ما).
[4] في الأصول كلِّها: (وقال لرجل: يا أبا عمارة)، وهو تصحيف، والمثبت من الأنساب موافق لما في تاريخ مدينة السَّلام للخطيب:9/ 187.
[5] مقدمة الفتح: ص396.
[6] هكذا في جميع الأصول والأولى (عنه).
[7] التاريخ الكبير:3/ 103، والتاريخ الصَّغير:2/ 155.
[8] الكامل في الضعفاء:3/394.
[9] تصحَّفت في الأصول كلِّها إلى: (بخبيث)، والتَّصويب من مصدر النَّقل، وقد جاء اسم ابن حبَّان في الأصول جميعاً: (أحمد) وهو تصحيف أيضًا.
[10] مقدمة الفتح: ص396.
[11] تصحَّفت في الأصول كلِّها إلى: (البصري) بالباء، وكذلك الموضع الذي بعده.
[12] برقم (3509)، ولفظه في البخاريِّ مختلف عمَّا هنا، وما بين الحاصرتين استركناه من مصدر النقل.
[13] الهداية والإرشاد:1/ 216-217.
[14] في (ن) تصحيفاً: (عبَّاس).
[15] في (ن): (وبكسر) والمثبت أولى.