غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

حميد بن أبي حميد الطويل

          306 # حُمَيْدُ بنُ أبي حُمَيْد الطَّويل.
          (قال ابن حجر(1) : حميدٌ الطَّويل، بصريٌّ مشهور، من الثِّقات المتَّفق على الاحتجاج بهم، إلَّا أنَّه كان يدلِّس حديثَ أنسٍ، وكان سمع أكثرَه(2) من ثابتٍ وغيرِه من أصحابه عنه.
          قال حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: عامَّة ما يرويه حُميد عن أنس سمعه من ثابت.
          قال شُعبةُ: لم يسمع حُميدٌ عن أنس إلَّا أربعةً وعشرين حديثاً، والباقي سمعها من ثابت.
          قال ابن حجر: هذا قول صحيح، وقد اعتنى البخاريُّ في تخريجه لأحاديث حُميدٍ بالطُّرق التي فيها تصريحه بالسَّماع، يذكرها متابعةً وتعليقاً، وروى له الباقون.
          وهو)(3) خال حمَّادِ بن سلَمة المذكورِ.
          ويقال: هو حُميد بن عبد الرَّحمن، ويقال: ابن داود، ويقال: ابن تِيْر، وهو بسكون المثنَّاة التَّحتانيَّة(4) بعد [المثنَّاة] الفوقيَّة المكسورة، وهو بالعربية: السَّهم، وقيل: تيْرَويْه(5) يعني بزيادة واو مفتوحة، وتحتانيَّة مثنَّاة ساكنة، آخرها هاء، وقال ابن سَعْد(6) : قيل: ابن طَرْخَان. وقيل غيرها.
          أبو عُبَيدة _بضمِّ المهملة، بعدها الموحَّدة المفتوحة_ وقيل: أبو عُبَيد، بلا هاء، الخُزَاعِيُّ، البصريُّ، مولى طَلْحَةَ [الطَّلحات] ، المشهورُ بحُمْيْدٍ الطَّويل.
          قال الأَصمعيُّ: رأيت حُميداً، ولم يكن بطويل، ولكن كان طويلَ اليدَين. وفي رواية عن الأَّصمعيِّ أنَّه قال: ما كان بذاك الطَّويل، ولكن كان في جيرانه رجل يقال له: حُميدٌ القصير، فقيل له: الطَّويل؛ للتَّمييز.
          وقيل: كان قصيراً طويلَ اليدين، فقيل له ذلك، وكان يقف عند الميِّت، فتَصِل إحدى(7) يدَيه إلى رأسه، والأُخرى إلى رجلَيه.
          وهو ثقة، ثبت، وعابَهُ بعضُهم لدخوله في شيء من أمر الأُمراء، وهو تابعيٌّ.
          سمع [من] : أنس بن مالك [أربعة عشر حديثاً] ، وبَكْرِ بن عبد الله المُزَنِيِّ، وثابتٍ البُنَانِيِّ.
          روى عنه: يحيى بن سَعيد الأنصاريُّ، ويحيى بن سَعيد القَطَّانُ، والثَّوريُّ، ومحمَّد(8) بنُ جَعْفَر بن أبي كثير، وبِشْرُ بنُ المفضَّل.
          روى عنه البخاريُّ بالواسطة في مواضع، أوَّلها: في باب خَوف المؤمن من أن يَحبَط عملُه وهو لا يَشعُر، من كتاب الإيمان [خ¦49] .
          ولد سنة ثمان وستِّين.
          ومات وهو قائم يصلِّي، سنة ثلاث وأربعين ومئة، قبل يحيى الأنصاريِّ بقليل، عن خمس وسبعين سنة.


[1] مقدمة الفتح: ص399.
[2] في الأصول كلِّها: (أكثر) والتصويب من مصدر النقل، وانظر تهذيب الكمال:7/ 360.
[3] ما بين قوسين إلا قوله (هو) تأخر في (ن) إلى نهاية ترجمة حميد بن هلال.
[4] في (ن) تصحيفاً (التحتيانية) وفي (ه): (التحتيَّة).
[5] تصحَّف في (ن) إلى (تويير) وفي (س) إلى: (توريه)، وفي (هـ) إلى: (تويريه).
[6] تصحَّف في (ن) إلى (وقيل ابن سعد) وفي غيرها إلى: (قال ابن سعيد)، وانظر الهداية والإرشاد للكلاباذيِّ:1/ 177، والطَّبقات الكبير لابن سعد:7/ 252.
[7] في (ن) تصحيفاً: (أحد).
[8] تصحَّف في غير (ن) إلى: (أحمد).