غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

الحصين بن جندب

          277 # الحُصَيْنُ بنُ جُنْدَُب / _بضمِّ المهملة، وفتح المهملة الأخرى، في الوَلَد، وبضمِّ الجيم، وسكون النُّون، وضمِّ المهملة وفتحها، آخرها موحَّدة_ أبو ظَبْيَانَ الجَنْبِيُّ، المَذْحِجِيُّ، الكوفيُّ، والد قابُوس.
          تابعيٌّ، ثقة.
          سمع: ابن عبَّاس، وأسامةَ بنَ زيد، وجَرير بن عبد الله.
          وخارج الصَّحيح: سمع عليَّ بن أبي طالب، وابنَ مَسْعود.
          روى عنه: حُصَيْنُ بن عبد الرَّحمن _الآتي إِثْرَه_ والأعمشُ.
          روى عنه البخاريُّ بالواسطة، في الدِّيَاتِ [خ¦6872] ، وتفسير سورة الحِجْر(1) [خ¦4706] . قاله الكَلَاباذيُّ(2) .
          وقال: مات سنة تسعين.
          - فائدة:
          أبو ظَبْيَانَ: بفتح المعجمة، وسكون الموحَّدة، بعدها مثنَّاة تحتيَّة.
          والجَنْبِيُّ: بفتح الجيم، وسكون النُّون، آخرها موحَّدة، منسوب إلى جَنْبٍ، قبيلة من اليمن، يُنسَب إليها جماعةٌ من أهل(3) العلم. قاله ابن السَّمْعانيِّ(4) .
          وقال: إنَّما سُمُّوا جَنْبَاً؛ لأنَّهم كانوا منفردِين أَقِلَّاءَ(5) أَذِلَّاءَ، فلمَّا اجتمَعوا صاروا قبيلة، وقَوِيَ بعضُهم ببعض، وقيل: هو بَطْنٌ من مَذْحِج، وهم بنو مُنبِّه(6) بن حَرْب بن عُلَةَ بن خالد بن مالك _وهو مَذْحِج_ وإنَّما قيل لهم: جَنْب؛ لأنَّهم جانبوا أخاهم صُدَاء _وهو يَزيدُ بنُ حَرْب_ وحالَفوا سعدَ العَشِيرةِ.
          ومَذْحِجُ: بفتح الميم، وسكون المعجمة، وكسر المهملة، آخره جيم.
          روى ابن السَّمْعَانيِّ(7) بالسَّند المتَّصل إلى رسول الله صلعم أنَّه قال: «أَكثرُ القبائلِ في الجنَّةِ مَذْحِج».
          (قلت): ومن أحسن ما أَنشَد ابنُ السَّمْعانيِّ(8) _من البحر الوافر_:
تبشِّرني المُنَى ببقاءِ نَفْسِي                     وشَيْبُ الرَّأسِ يُنْذِرُ بالتَّفاني
إلى كم ذا التَّسلِّي بالتَّمنِّي                     وكم هذا التَّمادي في التَّواني
أَترضَى أن تعيشَ وأنت راضٍ                     من الدُّنيا بتعليل(9) الأماني
وجَدُّ المَرْءِ مُقْتَرِنٌ بجِدٍّ                     فَجُدَّ ولم يكن جَدٌّ لِواني
وموتُ المرءِ في الإكرام خيرٌ                     من العيش المُرَخَّى(10) في الهَوانِ
          قلت: فلله درُّه ما أفصحَه(11) !
          - تتمَّة:
          في بيان الفرق بين حُضَيْن وحُصَيْن (وحَصِيْن).
          فالأوَّل: بضمِّ المهملة، وفتح المعجمة، آخرها نون، هو ابن المُنْذِرِ، أبو سَاسَانَ _بالمهملتَين_ من شيوخ مُسْلِم. قال أبو الحَجَّاج المِزِّيُّ(12) : لا يُعرف في رواة العلم بهذا الضَّبطِ سواه.
          لكنْ قال العراقيُّ(13) : في الصَّحيحين في قصَّة عِتْبَانَ بنِ مالك، من طريق ابن شِهاب: سألتُ الحُضَيْنَ بنَ محمَّد الأنصاريَّ، عن حديث محمود بن الرَّبِيع، فَصَدَّقه(14) . وزعم الأَصِيْلِيُّ، والقابِسِيُّ أنَّه بالضَّاد المعجمة، قال القابسيُّ: وليس غيرُه. قال المِزِّي(15) : وذلك وهمٌ فاحش. قال القاضي عِيَاض: وصوابُه كما للجماعة بصاد مهملة.
          والثَّاني: كالأوَّل ضَبْطاً، إلَّا أنَّه بمهملتَين، وهو الموجود في الكتب الثَّلاثة، فيما عدا المذكور، نحو: [والد] عِمْرانَ بنِ حُصَيْن الصَّحابيِّ، وفيما عدا الآتي، وهو:
          الثَّالث: فإنَّه بفتح المهملة [وكسر المهملة] الثَّانية، وهو أبو حَصِيْن عُثمان بن عاصم الأَسَديُّ، حديثه في الصَّحيحين.
          قال / أبو عليٍّ الجَيَّانيُّ: ولا أعلَم في الكتابَين بهذا الضَّبط غيرَ هذا.
          وأمَّا حُضَيْر، كالأوَّل ضبطاً ومادَّةً، إلَّا الحرفَ الأخير فإنَّه راء، فلا يُلْتَبَس به، مثل والد أُسَيْدٍ: حُضَيْر.


[1] في الأصول جميعه:ا (الحجِّ) والتصحيح من الصحيح إذا لا رواية له في تفسير سورة الحج.
[2] الهداية والإرشاد:1/205، ونقل وفاتَه عن الفلَّاس والتِّرمذيِّ وابن سعد.
[3] في (ن): (جملة) بدل (أهل).
[4] الأنساب:2/91.
[5] في (ن) تصحيفاً: (أقلاءت).
[6] في (ن) تصحيفاً: (أميَّة).
[7] الأنساب:5/241، وهو في مسند الإمام أحمد برقم (19446)، وسنن النسائي الكبرى برقم (8351)، وإسناده صحيح.
[8] الأنساب:4/ 310، والشِّعر للحسين بن عبد الله الغِنَادُوْسْتِيِّ.
[9] في (ن) تصحيفاً: (بقليل).
[10] في (ن) تصحيفاً: (المرجَّى).
[11] في غير (ن): (ما أنصحه).
[12] تهذيب الكمال:6/ 540 و557.
[13] شرح التبصرة والتذكرة:2/ 235.
[14] البخاري (425)، ومسلم (33).
[15] تهذيب الكمال:6/ 540.