غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

الحسن بن موسى

          263 # الحَسَنُ بنُ مُوسى، أبو عليٍّ الأَشْيَبُ، الكوفيُّ.
          وكان ببغداد، وُلِّي قضاءَ حِمْصَ والمَوْصِل، أصله من خُراسان.
          وهو ثقة.
          والأَشْيَبُ: هو بمعجمة، ثمَّ تحتانيَّة مثنَّاة، آخرها موحَّدة.
          سمع: عبد الرَّحمن بن عبد الله بن دينار.
          وروى عنه: الفَضْلُ بنُ سَهْل.
          روى عنه البخاريُّ بالواسطة، في الصَّلاة [خ¦694] ، ولم يخرِّج له البخاريُّ سوى هذا الموضع، تابع(1) الحسنَ عليه غيرُه.
          وهو ثقة صدوق، ضابطٌ لحديث شُعبة.
          وكان بالموصل بِيْعَةٌ للنَّصَارى قد خرِبت، فاجتمع النَّصارى على الحَسَن، وجمعوا له مئةَ ألف درهم؛ على أن يحكُم لهم بها حتَّى تُبْنَى، فقال: ادفَعوا المال إلى بعض الشُّهود. ثمَّ قال لهم: إذا كان غداً، فاغدوا عَليَّ إلى الجامع. وادعوا(2) الشُّهود، فلمَّا حضروا [إلى] الجامعَ، قال للشُّهود: اشهَدوا عَليَّ بأنِّي قد حكمت بأن لا تُبنى هذه البِيْعَة. فتفرَّق النَّصارى، وقد ردَّ عليهم مالَهم، ولم يقبل منهم الدِّرهمَ الفَرْدَ.
          قال الخطيب: وإنَّما فعَل ذلك؛ لقِيام البيِّنة عندَه على أنَّ البِيْعَةَ مُحْدَثةٌ، بُنِيت(3) في الإسلام.
          قال الكَلَاباذيُّ(4) : ثمَّ تولِّى قضاءَ طَبرستان بآخِر عمره، وتوجَّه إليها، فمات بالرَّيِّ، سنة تسع ومئتين، في ربيع الأول، [وقيل:] سنة سبع(5) ، وقيل: ثمان.


[1] في (ن) تصحيفاً: (وتابعني).
[2] في غير (ن): (ووعد).
[3] سقطت (بنيت) من (س)، والحكاية وتعليق الخطيب في تاريخ مدينة السَّلام:8/ 458.
[4] الهداية والإرشاد:1/ 164.
[5] هكذا في الأصول وليس في الهداية نصٌّ على السبع، والاختلاف في سنة وفاته عند من ترجم له هو بين ثمان وتسع وعشر.