تعليقة على صحيح البخاري

باب: هل يبعث الطليعة وحده؟

          ░41▒ (باب: هَلْ يُبْعَثُ الطَّلِيعَةَ وَحْدَهُ) إلى آخره.
          وذلك ممَّا أصاب النَّاس من الجزع والخوف والجوع والبرد، فلم يقم أحد، وذلك في غزوة الأحزاب، و(الطَّليعة): من يكشف العدوَّ، و(الحواريُّ): ناصر نبيِّه، لمَّا قال الشَّارع: «من يأتيني بخبر القوم»، فلم يجبه أحدٌ [غير الزُّبير] ؛ فشبَّهه بالحواريِّين؛ أنصار عيسى ╕، وذلك من شجاعة الزُّبير، وكان الزُّبير(1) مِن أوَّل مَن أسلم، وكان استجاب لله من بعدما أصابهم القرح، مات يوم الجمل، قتل وهو منصرف، وهو ابن أربع وستِّين سنة، قتله ابن جرموز من بني تميم، وقال عليٌّ ☺: سمعت النَّبيَّ صلعم يقول: «بشِّر قاتل ابن صفيَّة بالنَّار».
          فائدةٌ: السَّرايا: ما بين الثَّلاث إلى الخمس مئة، والسَّريَّة: التي تخرج باللَّيل، والسَّارب: بالنَّهار، وما بلغ ثمان مئة؛ فهو الجيش القليل، وما زاد على أربعة آلاف؛ فهو الجحفل، وما بلغ اثني عشر ألفًا؛ فهو الجيش الجرَّار.


[1] (وكان الزبير): ليس في (ب).