تعليقة على صحيح البخاري

باب: يقاتل من وراء الإمام ويتقى به

          ░109▒ (بابُ الإمامِ يقاتَل مِن ورائه(1) وَيُتَّقَى بِهِ)؛ الحديث.
          معنى (يقاتَل مِن ورائه): أي: من أمامه، كما قال الله تعالى: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ} [الكهف:79] ؛ أي: أمامهم، فأطلق الوراء على الأمام؛ لأنَّهم وإن تقدَّموه في الصورة؛ فهم أتباعه في الحقيقة، والنَّبيُّ صلعم / تقدَّم عليه غيره بصورة الزَّمان، لكنَّ المتقدِّم عليه مأخوذٌ عليه العهد أن يؤمن به وينصره؛ كآحاد أمَّته وأتباعه، فهم في الصُّورة أمامه، وفي الحقيقة أتباعه وخلفه، وكانت قريش ومَن يليهم من العرب لا يعرفون الإمارة، ولا يطيعون إلَّا رؤساء [قبائلهم] ، فلمَّا علَّمهم الشَّارع بطاعة الأمراء؛ فوجب طاعتهم لطاعة رسوله.


[1] كذا في النسختين، وفي «اليونينيَّة»: (يُقَاتَلُ مِنْ وَرَاءِ الإِمَامِ).