تعليقة على صحيح البخاري

باب قتل النائم المشرك

          ░155▒ (بابُ [قَتْلِ] النَّائِمِ الْمُشْرِكِ).
          (النَّائم المشرك أبو رافع): كان في حصنه بالحجاز، واسم (أبي رافع) عبدُ الله، ويقال: سلام بن أبي الحقيق كان بخيبر، ويقال: بحصن له بأرض الحجاز، وكانت في رمضان سنة ستٍّ من الهجرة، وقيل: كان بعد بدر، وكان أبو رافع قد أجلب في غطفان ومن حوله من مشركي العرب، وجعل لهم من الجعل العظيم؛ لحرب رسول الله صلعم ، فبعث رسول الله صلعم ابن عتيك، وعبد الله بن أنيس، وأبا قتادة، والأسود بن خزاعيٍّ، ومسعود بن سنان، وأمرهم بقتله، فذهبوا إلى خيبر؛ فكمنوا، فلمَّا هدأت(1) الرجل؛ جاؤوا إلى منزله، فصعِدوا، وقدَّموا عبد الله بن عتيك؛ لأنَّه كان يرطن باليهوديَّة، فنزلوا عليه فعرفوه ببياضه؛ كأنَّه قبطيَّة، قال ابن أُنيس: كنت رجلًا أعشى لا أبصر، فأتَّكئ بسيفي على بطنه، حتَّى سمعت خشة السَّيف في الفراش، وعرفت أنَّه قضى، وصاحت امرأته فتصايح أهل الدَّار، واختبأ القوم في بعض مياه خيبر، وخرج الحارث ابن زينب في ثلاثة آلاف يطلبونهم بالنيران، فلم يجدوهم فرجعوا، ومكث القوم في مكانهم يومين حتَّى سكن الطَّلب، ثمَّ خرجوا إلى المدينة وكلُّهم يدَّعي قتله، فأخذ رسول الله صلعم أسيافهم فنظر إليها؛ فإذا أثر الطَّعام في ذباب سيف ابن أنيس، فقال: هذا قتله، وأبو رافع هذا هو الذي حزَّب الأحزاب على رسول الله صلعم.


[1] في (أ): (هدته).