الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: استأذنت سودة النبي ليلة جمع وكانت ثقيلةً

          3151- الحديثُ الأوَّلُ: عن عبد الرحمن بنِ القاسمِ بن محمد بنِ أبي بكرٍ الصِّديقِ عن أبيه عن عائشَةَ قالت: «اسْتَأذنتْ سودةُ النَّبيَّ ليلةَ جَمْعٍ، وكانتْ ثقيلةً ثَبِطةً(1) فأَذِن لها». [خ¦1680]
          وفي حديثِ أيُّوبَ السَّخْتِيانيِّ عن عبد الرحمن عن أبيه عنها إنَّها قالت: «كانت سَودةُ امرأةً ضخمةً ثَبِطة، فاستَأذنتْ رسولَ الله أن تُفِيضَ(2) من جَمْعٍ بليلٍ فأذِن لها».
          فقالت عائشةُ: «فليتني كنتُ أستأذَنتُ رسولَ الله كما استأذَنتْه سَودةُ، وكانت عائشةُ لا تُفيضُ إلا مع الإمام».
          وفي حديث عُبيدِ الله بنِ عمرَ عن عبد الرحمن عن أبيه عنها قالت: «ودِدْتُ أنِّي كنت استأذنتُ رسول الله كما استأذَنتْه سَودةُ، فأُصلي الصُّبحَ بمنًى، فأرمي الجمرةَ قبل أن يأتيَ النَّاسُ. فقيل(3) لعائشةَ: فكانت سَودةُ استَأذنتْه؟ / قالت: نعم؛ إنَّها كانت امرأةً ثقيلةً ثَبِطةً فاستأذَنتْ رسول الله فأذِنَ لها».
          وأخرجاه من حديث أفلحَ بنِ حمُيدِ بن نافعٍ عن القاسم بنِ محمدٍ عن عائشَةَ قالت: «نزَلنا المزدَلِفةَ فاستأذنتِ النَّبيَّ سَودةُ أن تدفَعَ قبل حَطْمةِ الناس، وكانت امرأةً بطيئةً، فأذِن لها(4)، فدفَعتْ قبل حَطْمةِ النَّاس، وأقمنا حتى أصبحنا نحن، ثم دفعْنا بدفعِه، فلَأنْ أكونَ استَأذَنتُ رسول الله كما استأذنتْ سَودةُ أحبُّ إليَّ من مَفروحٍ به».
          وفي حديث القَعنَبِيِّ عن أفلحَ نحوُه، وفيه: «وكانتْ امرأةً ثَبِطة»، يقول القاسم: والثَّبِطةُ الثَّقيلةُ.
          وفيه: «وحَبَسَنا حتى أصبحنا، فدفَعْنا بدَفْعِه».
          وفيه: «ولَأن أكونَ استأذنتُ رسول الله كما استأذنتْه سودةُ فأكونَ أَدفعُ بإذنه أحبُّ إليَّ من مَفروحٍ به». [خ¦1681]


[1] ثَبِطة: بطِيئة، والتَّثبُّط: الإبطاء.(ابن الصلاح).
[2] الإفاضة: الرجوع بسرعة، يقال: أفاض من المكان إذا أسرع منه إلى مكان آخر.(ابن الصلاح نحوه).
[3] في (ت): (فقلت)، وما أثبتناه موافق لما في مسلم.
[4] تحرف في (ظ) إلى: (لنا).