الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد

          3230- الثَّمانونَ: عن هشام بن عروةَ عن أبيه عن عائشَةَ قالت: «ما غِرتُ(1) على أحدٍ من نساء النَّبيِّ ما غِرتُ على خديجةَ، وما رأيتُها قطُّ، ولكن كان يُكثِر ذكرَها، وربَّما ذبحَ الشَّاةَ ثم يُقطِّعُها أعضاءً ثم يبعثها في صدائقِ خديجةَ، فربما قلت له: كأنَّه لم يكن في الدُّنيا امرأةٌ إلَّا خديجةُ! فيقول: إنَّها كانت وكانت! وكان لي منها ولدٌ». [خ¦5229]
          وفي حديث حُميدِ بن عبد الرحمن عن هشام قالت: «وتزوَّجني بعدها بثلاثِ سنين، وأمرَه ربُّه _أو جبريلُ_ أن يُبشِّرها ببيت في الجنَّة من قصَبٍ(2)». [خ¦3817]
          قال في حديث سعيدِ بن عُفيرٍ عن اللَّيث: «وأمرَه الله أن يُبشِّرَها ببيتٍ من قصَبٍ(3)، وإن كان لَيذبحُ الشَّاةَ فيُهدي في خلائِلها منها ما يسعُهُنَّ». / [خ¦3816]
          وفي حديث حفصِ بن غياثٍ عن هشام: «وكان إذا ذبح الشَّاةَ يقول: أرسِلوا بها إلى أصدقاءِ خديجةَ. قالت: فأغضبتُه يوماً فقلتُ: خديجةَ! فقال: إنِّي رُزقِت حُبَّها». [خ¦3818]
          وأخرجا من حديث عليِّ بنِ مُسْهِرٍ عن هشام عن أبيه عن عائشَةَ _ذكره البخاريُّ تعليقاً ومسلمٌ بالإسناد_ إنَّها قالت: «استأذَنتْ هالةُ بنتُ خويلدٍ أختُ خديجةَ على رسول الله، فعَرَف استئذانَ خديجةَ، فارْتاع(4) لذلك، فقال: اللَّهمَّ هالةُ بنتُ خُويلدٍ! فغِرتُ، فقلت: وما تذكرُ من عجوزٍ من عجائزِ قريشٍ حمراءِ الشِّدقينِ هلكتْ في الدَّهر قد أبدَلك الله خيراً منها!». [خ¦3821]
          ولمسلمٍ من حديث الزُّهريِّ عن عُروَةَ عن عائشَةَ قالت: «ما غِرت على امرأةٍ ما غِرتُ على خديجةَ لكثرة ذكرِه إيَّاها، وما رأيتُها قطُّ. وقالتْ: لم يتزوَّجِ النَّبيُّ على خديجةَ حتى ماتتْ».


[1] الغَيرَة: ضِيق الصدر بين المرأة وزوجها في ما يقع بقلبه منها، أو بقلبها منه في أمر الزوجية خاصة، من ميله إلى غيرها أو ميلها إلى غيره.(ابن الصلاح نحوه).
[2] بشِّرْ خديجةَ ببيت من قَصَب: قال أهل العلم باللغة: القصب في هذا: اللؤلؤ المجوف الواسع كالقصر المنيف، وفي «المجمل»: القصب أنابيب من جوهر.(ابن الصلاح نحوه).
[3] من قوله: (قال في حديث سعيدِ...) إلى هنا سقط من (ت).
[4] فارْتاع لذلك: أي؛ انزعج، والروعُ الفَزع.(ابن الصلاح نحوه).