-
مقدمة المصنف
-
مسانيد العشرة
-
مسانيد المقدمين
-
مسانيد المكثرين
-
مسانيد المقلين
-
مسانيد النساء
-
مسند أم المؤمنين عائشة
-
المتفق عليه
- حديث: استأذنت سودة النبي ليلة جمع وكانت ثقيلةً
- حديث: أَحَابِستُنا هي؟
- حديث: ما لك، أنفست
- حديث: خرجنا مع رسول الله في بعض أسفاره
- حديث: اشتريها فأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق
- حديث: يا عائشة أشد الناس عذاباً عند الله
- حديث: طيبت رسول الله بيدي هاتين حين أحرم
- حديث: ألم تري إلى فلانة بنت الحكم طلقها
- حديث: إذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه
- حديث: يحشر الناس يوم القيامة حفاةً عراةً غرلاً
- حديث: أن النبي كان إذا أراد سفراً أقرع
- حديث: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس
- حديث: لا حتى يذوق الآخر من عسيلتها ما
- حديث: إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى
- حديث: أنا فتلت تلك القلائد من عهن كان
- حديث: كان رسول الله إذا اغتسل من الجنابة
- حديث: كان النبي يصلي من الليل ثلاث عشرة
- حديث: كنت أغتسل أنا ورسول الله من إناء
- حديث: ألم تري أن قومك حين بنوا الكعبة
- حديث: الصلاة أول ما فرضت ركعتين فأقرت صلاة
- حديث: أن النبي كان يحدث حديثاً لو عده
- حديث: لا حرج عليك أن تطعميهم بالمعروف
- حديث: ائذني له فإنه عمك، تربت يمينك
- حديث: فاستفتى الناس رسول الله بعد ذلك، فأنزل
- حديث: رأيت النبي يسترني بردائه وأنا أنظر إلى
- حديث: كان النبي يبايع النساء بالكلام بهذه الآية
- حديث: سألت عائشة فقلت لها أرأيت قول الله
- حديث: مهلاً يا عائشة إن الله يحب الرفق
- حديث: أتشفع في حد من حدود الله
- حديث: ألم تري مجززاً نظر آنفاً إلى زيد
- حديث: خمس من الدواب كلهن فاسق
- حديث: ما أنا بقارئ
- حديث: أن النبي كان يصلي من الليل وأنا
- حديث: ما ينتظرها من أهل الأرض أحد غيركم
- حديث: أما بعد، فإنه لم يخف علي شأنكم
- حديث: إن كان رسول الله ليدع العمل وهو
- حديث: إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته
- حديث: كن نساء المؤمنات يشهدن مع رسول الله
- حديث: أن رسول الله صلى العصر والشمس في
- حديث: اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وائتوني
- حديث: لقد لقيت من قومك وكان أشد ما
- حديث: ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر
- حديث: لا نورث ما تركنا صدقة
- حديث: ما خير رسول الله بين أمرين قط
- حديث: إن التلبينة تجم فؤاد المريض وتذهب ببعض
- حديث: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر
- حديث: كان عاشوراء يصام قبل رمضان، فلما نزل
- حديث: أن أزواج النبي كن يخرجن بالليل قبل
- حديث: أن النبي كان يعتكف العشر الأواخر من
- حديث: أن رسول الله توفي وهو ابن ثلاث
- حديث: حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخير
- حديث: أنها كانت ترجل النبي وهي حائض
- حديث: أن رسول الله قال للوزغ: الفويسق
- حديث: أن رسول الله كان إذا أوى إلى
- حديث: أن عتبة بن أبي وقاص عهد إلى
- حديث: إن هذه ليست بالحيضة ولكن هذا عرق
- حديث: تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها
- حديث: كنت لك كأبي زرع لأم زرع
- حديث: أحياناً يأتيني في مثل صلصلة الجرس
- حديث: أتي رسول الله بصبي، فبال على ثوبه
- حديث: أن النبي كان إذا اغتسل من الجنابة
- حديث: إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد حتى
- حديث: أن النبي دخل عليها وعندها امرأة
- حديث: أن النبي رأى بصاقاً في جدار القبلة
- حديث: إنما جعل الإمام ليؤتم به
- حديث: أنها لم تر رسول الله يصلي صلاة
- حديث: نزلت هذه الآية ولا تجهر بصلاتك ولا
- حديث: ما ترك رسول الله ركعتين بعد العصر
- حديث: يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آيةً
- حديث: إذا أقيمت الصلاة وحضر العشاء فابدؤوا بالعشاء
- حديث: أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا
- حديث: مروا أبا بكر يصلي بالناس
- حديث: أين أنا غداً؟ أين أنا غداً
- حديث: إني لست كهيئتكم إني يطعمني ربي ويسقيني
- حديث: إن كان رسول الله ليقبل بعض أزواجه
- حديث: إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر
- حديث: أن رسول الله كفن في ثلاثة أثواب
- حديث: أريتك في المنام ثلاث ليال
- حديث: تزوجني رسول الله وأنا بنت ست سنين
- حديث: إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد
- حديث: أن سودة بنت زمعة وهبت يومها لعائشة
- حديث: كنت ألعب بالبنات عند النبي وكان لي
- حديث: كانت خولة بنت حكيم من اللائي وهبن
- حديث: هي المرأة تكون عند الرجل لا يستكثر
- حديث: أنزلت في والي اليتيم أن يصيب من
- حديث: من يذهب في إثرهم
- حديث: كان ذلك يوم الخندق
- حديث: أما بعد فأشيروا علي في أناس أبنوا
- حديث: كان قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة
- حديث: نزول الأبطح ليس بسنة إنما نزله رسول
- حديث: لعلك أردت الحج
- حديث: لم تقطع يد سارق على عهد النبي
- حديث: أول مولود في الإسلام عبد الله بن
- حديث: أن النبي دخل عام الفتح من كداء
- حديث: كان وساد رسول الله الذي يتكئ عليه
- حديث: لا يقولن أحدكم: خبثت نفسي، ولكن ليقل لقست
- حديث: توفي رسول الله وما في بيتي من
- حديث: أو أملك إن كان الله نزع منكم
- حديث: إن يعش هذا لا يدركه الهرم حتى تقوم
- حديث: إني لأعلم إذا كنت عني راضيةً
- حديث: استأذن حسان بن ثابت رسول الله في
- حديث: كان رسول الله يحب العسل والحلوى
- حديث: أصيب سعد يوم الخندق رماه رجل من
- حديث: أن النبي سحر حتى كان يخيل إليه
- حديث: إنه يصيب البصر ويذهب الحبل
- حديث: كان يأتي علينا الشهر ما نوقد فيه ناراً
- حديث: الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء
- حديث: امسح الباس، رب الناس، بيدك الشفاء
- حديث: أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة
- حديث: نعم؛ تصدق عنها
- حديث: اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو
- حديث: اعتمر النبي في رجب؟ قال: نعم
- حديث: بئس أخو العشيرة، وبئس ابن العشيرة
- حديث: دعا النبي فاطمة في شكواه الذي قبض
- حديث: الرحم معلقة بالعرش، تقول من وصلني وصله
- حديث: لو أنكم تطهرتم ليومكم هذا
- حديث: من مات وعليه صيام صام عنه وليه
- حديث: قد حج رسول الله فأخبرتني عائشة أن
- حديث: من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن
- حديث: كل شراب أسكر فهو حرام
- حديث: يا عائشة؛ هذا جبريل يقرأ عليك السلام
- حديث: إني ذاكر لك أمراً فلا عليك أن
- حديث: من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه
- حديث: كان يكون علي الصوم من رمضان فما
- حديث: ما ألفاه السحر عندي إلا نائماً
- حديث: أن نبي الله كان يصلي ركعتين خفيفتين
- حديث: كان النبي إذا صلى ركعتي الفجر فإن
- حديث: كان رسول الله يصوم حتى نقول: لا
- حديث: أن رجلاً أتى النبي فقال: إنه احترق
- حديث: كنت أغسل الجنابة من ثوب رسول الله
- حديث: ما رأيت رسول الله مستجمعاً قط ضاحكاً
- حديث: ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني الليلة
- حديث: كان النبي يدركه الفجر في رمضان جنباً
- حديث: من حوسب يوم القيامة عذب
- حديث: إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم
- حديث: قلت يا رسول الله تستأمر النساء
- حديث: لم يكن النبي على شيء من النوافل
- حديث: لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية
- حديث: هل كان رسول الله يختص من الأيام
- حديث: اشترى رسول الله من يهودي طعاماً بنسيئة
- حديث: كان إحدانا إذا كانت حائضاً فأراد رسول
- حديث: أن النبي أهدى مرةً غنماً
- حديث: رخص رسول الله لأهل بيت من الأنصار
- حديث: يا أم المؤمنين عم نهى النبي أن
- حديث: وقد كنت مسندته إلى صدري أو قالت
- حديث: إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير
- حديث: ما رأيت أحداً الوجع عليه أشد من
- حديث: يا أمتاه هل رأى محمد ربه
- حديث: يا عائشة؛ من هذا
- حديث: كان النبي يعجبه التيمن في تنعله وترجله
- حديث: حرمت التجارة في الخمر
- حديث: سبحانك ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي
- حديث: ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه
- حديث: كان رسول الله إذا دخل العشر أحيا
- حديث: من كل الليل قد أوتر رسول الله
- حديث: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة
- حديث: أخرجت إلينا عائشة كساءً وإزاراً غليظاً
- حديث: من تبع جنازةً فله قيراط
- حديث: سلوه لأي شيء يصنع ذلك
- حديث: أين المتألي على الله لا يفعل المعروف
- حديث: لما جاء النبي قتل ابن حارثة وجعفر
- حديث: لو أن رسول الله رأى ما أحدث
- حديث: باسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا
- حديث: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه
- حديث: إنه ليبكى عليها وإنها لتعذب في قبرها
- حديث: خذي فرصةً من مسك فتطهري بها
- حديث: إن النبي كان يتكئ في حجري وأنا
- حديث: لعن الله الواصلة والمستوصلة
- حديث: كنا نحيض مع النبي فلا يأمرنا به
- حديث: أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً
- حديث: كان النبي إذا أراد أن ينام وهو
- حديث: أن بعض أزواج النبي قلن للنبي أينا
- حديث: لا تأكلوا إلا ثلاثة أيام
- حديث: أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة
- حديث: يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من
-
أفراد البخاري
-
أفراد مسلم
-
المتفق عليه
-
مسند السيدة فاطمة
-
مسند أم المؤمنين أم سلمة
-
مسند أم المؤمنين حفصة
-
مسند أم المؤمنين أم حبيبة
-
مسند أم المؤمنين ميمونة
-
مسند أم المؤمنين جويرية
-
مسند أم المؤمنين زينب
-
مسند أم المؤمنين صفية
-
مسند أم المؤمنين سودة
-
مسند أم هانئ
-
مسند أم الفضل
-
مسند أسماء بنت أبي بكر
-
مسند أم كلثوم
-
مسند أم قيس
-
مسند زينب بنت أبي سلمة
-
مسند فاطمة بنت قيس
-
مسند سبيعة الأسلمية
-
مسند أم حرام بنت ملحان
-
مسند أم سليم
-
مسند زينب الثقفية
-
مسند أم شريك
-
مسند الرُّبيع بنت معوذ
-
مسند أم عطية
-
أفراد البخاري من الصحابيات
-
أفراد مسلم من الصحابيات
-
مسند أم المؤمنين عائشة
-
خاتمة الجمع بين الصحيحين
-
من كلام الحافظ ضياء الدين
3169- التَّاسع عشرَ: عن [سالم](1) عن عبد الله بنِ محمَّدِ بن عبد الرحمن بن أبي بكرٍ الصديق _ويُعرف بأبي بكرِ بن أبي عَتيق_ أنَّه أَخبر عبد الله بنَ عمرَ عن عائشَةَ زوجِ النَّبي: أنَّ النَّبيَّ قال لها: «ألم تَرَي أنَّ قومَك حين بَنَوا الكعبةَ اقتصروا عن(2) قواعدِ إبراهيمَ؟ فقلت: يا رسولَ الله؛ ألا تَردُّها على قواعدِ إبراهيمَ؟ فقال رسول الله: لولا حِدْثانُ(3) قومِك بالكفر لفعلتُ».
فقال عبد الله بنُ عمرَ: لئنْ كانت عائشةُ سمعت هذا من رسول الله ما أُرى أنَّ رسول الله تركَ استلامَ الرُّكنينِ اللَّذين يَليانِ الحِجْرَ، إلَّا أنَّ البيتَ لم يُتمَّم(4) على قواعدِ إبراهيمَ. [خ¦1583]
وفي حديث بُكيرِ بن الأشجِّ عن نافع إنَّها قالت: سمعتُ رسول الله يقول: «لولا أنَّ قومَك حديثُو عهدٍ بجاهلية _أو قال: بكفر_ لأَنفقتُ كنزَ الكعبة في / سبيل الله، ولجعلتُ بابَها بالأرض، ولأدخلتُ فيها من الحِجْر».
وأخرجاه من حديث هشامِ بن عروَةَ عن أبيه عن عائشَةَ قالت: قال لي رسول الله: «لولا حَداثةُ عهدِ قومِك بالكفر لَنقَضتُ الكعبةَ، ثم لبنَيتُه على أساسِ إبراهيمَ، فإنَّ قريشاً استَقصرتْ بناءَه وجعَلتْ له خلفاً». قال هشامٌ: يعني باباً. [خ¦1585]
وأخرجاه من حديث الأسودِ بن يزيدَ عن عائشَةَ قالت: «سألتُ النَّبيَّ عن الجَدْر(5) أمِنَ(6) البيتِ هو؟ قال: نعم. قلت: فما لهم لم(7) يُدخلوه في البيت؟ قال: إنَّ قومَك قَصَّرتْ بهم النفقةُ. قلت: فما شأنُ بابِه مُرتفعاً؟ قال: فعَل ذلك قومُك ليُدخلوا مَن شاؤوا ويمنعُوا من شاؤوا، ولولا أنَّ قومَك حديثٌ عَهدُهم بالجاهليَّة، فأخافُ أن تُنكِرَ قلوبُهم أن أُدخلَ الجَدْرَ في البيت وأن أُلصِق بابَه بالأرض(8)». [خ¦1584]
وفي حديث شَيبانَ عن أشعثَ بنِ أبي الشَّعثاء: قالت: «سألتُ رسول الله عن الحِجْر...» وذكَره بمعناه، وفيه: فقلت: «ما شأنُ بابِه مرتفعاً لا يُصعد / إليه إلَّا بسُلَّم؟»، وفيه: «مخافةَ أن تَنْفِر قلوبُهم».
وفي حديث عبيد الله بنِ موسى عن إسرائيلَ عن أبي إسحاقَ أنَّ الأسودَ قال: قال لي ابنُ الزُّبير: كانت عائشةُ تُسِرُّ إليك كثيراً، فما حدَّثَتْك في الكعبة؟ قلت: قالت لي: قال النَّبيُّ: «يا عائشةُ؛ لولا أنَّ قومَك حديثٌ عهدُهم _قال ابنُ الزُّبير: بكُفرٍ_ لَنقضتُ الكعبةَ فجعلتُ لها بابين، بابٌ يدخلُ النَّاسُ منه، وبابٌ يخرجون». ففعله ابنُ الزُّبير. [خ¦126]
وأخرجه البخاريُّ من حديث أبي رَوْح يزيدَ بنِ رُومانَ عن عُروَةَ عن عائشَةَ: أنَّ النَّبيَّ قال لها: «يا عائشةُ؛ لولا أنَّ قومَك حديثُ عهدٍ بجاهلية لأمَرتُ بالبيت فهُدِم، فأدخَلت فيه ما أخرِجَ منه، وألزقتُه بالأرض، وجَعَلت له بابَين: باباً شرقيَّاً، وباباً غربيَّاً، فبلَغتُ به أساسَ إبراهيمَ».
فذلك الَّذي حمل ابنَ الزُّبيرِ على هَدمِه، قال يزيدُ: وشهِدت ابنَ الزُّبير حين هدمَه وبناه وأدخَل فيه من الحِجْر، وقد رأيتُ أساسَ إبراهيمَ _◙_ حجارةً كأسنِمةِ الإبلِ.
قال جريرُ بن حازمٍ: فقلتُ له _يعني ليزيد بنِ رُومان_ : أين موضعُه؟ فقال: أُرِيكَه الآنَ، فدخلتُ معه الحِجْر فأشار إلى مكانٍ، فقال: ها هنا، قال جريرُ: فحَزَرْتُ من الحِجْر ستَّةَ(9) أذرُعٍ أو نحوَها. [خ¦1586]
وأخرجه مسلمٌ من حديث سعيدِ بنِ مِيناءَ قال: سمعتُ عبد الله بنَ الزُّبير / يقول: حدثَتْني خالَتي _يعني عائشةَ_ قالت: قال رسول الله(10) : «يا عائشةُ؛ لولا أنَّ قومَكِ حديثُو عهدٍ بشركٍ لَهدمتُ الكعبةَ فألزَقتُها بالأرض، وجعَلتُ لها بابَين: باباً شرقيَّاً، وباباً غربيَّاً، وزدتُ فيها ستَّةَ أذْرعٍ من الحِجْر، فإنَّ قريشاً اقتَصرتْها حيث بَنَتِ الكعبةَ».
ومن حديث عطاءِ بن أبي رباحٍ _بأطولَ من هذا_ قال: لمَّا احترقَ البيتُ زمَن يزيدَ بنِ معاويةَ حين غزاها أهلُ الشَّام، فكان من أمره ما كان، تركَه ابنُ الزُّبير حتى قدِم النَّاسُ الموسمَ، يريد أن يُجرِّئَهم _أو يُحرِّبَهم(11)_ على أهلِ الشَّام، فلمَّا صدَر الناسُ قال: يا أيُّها النَّاسُ؛ أشيروا عليَّ في الكعبة، أَأَنقُضُها ثم أبني بناءَها، أو أُصلح ما وَهَى منها؟.
قال ابنُ عبَّاسٍ: فإنِّي قد فُرِق(12) لي رأيٌ فيها، أرى أن تُصلِح ما وَهَى منها، وتدَعَ بيتاً أسلمَ الناسُ عليه، وأحجاراً أسلم النَّاسُ عليها، وبُعِث عليها النَّبيُّ.
فقال ابنُ الزُّبير: لو كان أحدُكم احترَق بيتُه ما رضِيَ حتى يُجِدَّه، فكيف بيتُ ربِّكم؟ إني مستخيرٌ ربِّي ثلاثاً ثم عازمٌ على أَمرِي.
فلما مضى الثَّلاثُ أجمَع رأيَه على أن يَنْقُضَها، فتَحاماه الناسُ(13) أن يَنزِل / بأوَّلِ الناس، يَصعَد فيه أمرٌ من السَّماء، حتى(14) صَعِده رجلٌ، فألقى منه حجارةً، فلما لم يَرَه النَّاسُ أصابَه شيءٌ تتابعوا، فنَقضُوه حتى بلغوا به الأرض، فجعَل ابن الزُّبير أعمدةً، فسَتَّر عليها السُّتورَ حتى ارتفع بناؤه.
وقال ابن الزُّبير: إنِّي سمعت عائشةَ تقول: إنَّ النَّبيَّ قال: «لولا أنَّ النَّاسَ حديثٌ عهدُهم بكفر، وليس عندي من النَّفقة ما يُقَوِّي على بنيانه، لكنت أدخَلت فيه من الحِجْر خمسَ أذرعٍ(15)، ولجعلتُ له باباً يدخُل الناسُ منه، وباباً يُخرَجُ منه».
قال: فأنا اليومَ أجدُ ما أُنفق، ولست أخاف الناسَ، قال: فزاد فيه خمسَ أذرعٍٍ من الحِجْر، حتى أبدى أُسَّاً(16) نظر النَّاس إليه، فبَنى عليه(17) البناءَ، وكان طولُ الكعبة ثمانيةَ عشرَ ذراعاً، فلما زاد فيه استَقصرَه، فزاد في طوله عشرة أذرع، وجعَل له بابين أحدهما يُدخَل منه والآخر يُخرَج منه.
فلما قُتل ابنُ الزُّبير كتب الحجَّاجُ إلى عبد الملك بنِ مروان يُخبره بذلك، ويخبرُه أنَّ ابنَ الزُّبير قد وضَع البناءَ على أسٍّ، نظَر إليه العدولُ من أهلِ مكَّةَ، فكتَب إليه عبدُ الملك: إنَّا لسنا من تلطيخِ ابن الزُّبير في شيءٍ، أمَّا ما زاد في طوله فأَقِرَّه، وأمَّا ما زاد فيه من الحِجْر فرُدَّه إلى بنائه، وسُدَّ البابَ الذي فتحه، فنقضَه وأعاده إلى بنائه. /
ومن حديث عبد الله بن عُبيد بن عُميرٍ والوليدِ بن عطاءٍ عن الحارثِ بن عبد الله بنِ أبي ربيعةَ، قال عبد الله بن عبيد: وفَد الحارثُ على عبد الملكِ بن مروانَ في خلافته، فقال: ما أظنُّ أبا خُبيبٍ _يعني ابنَ الزُّبير_ سمع من عائشةَ ما كان يزعم أنَّه سمعه منها، قال الحارث: بلى! أنا سمِعتُه منها، قال: سمعتَها تقول ماذا؟.
قال: قالت: قال(18) رسول الله: «إنَّ قومَكِ استَقصرُوا من بُنيانِ البيت(19)، ولولا حِدثانُ عهدِهم بالشِّرك أعدتُ ما تركوا منه(20)، فإن بدا لقومِك من بعدي أن يبنوه فهلُمِّي لأُريَك ما تركوا منه. فأَراها قريباً من سبعةِ أذرع».
هذا حديثُ عبد الله بن عُبيد، وزاد عليه الوليدُ بن عطاء: قال النَّبيُّ: «ولَجعلتُ لها بابين موضوعين في الأرض شرقيَّاً وغربيَّاً، وهل تدرِين لم كان قومُك رفعوا بابَها؟ قالت: قلت لا، قال: تَعزُّزاً؛ ألا يدخلَها إلَّا من أرادوا، فكان الرَّجلُ إذا هو أراد أن يدخلَها يدعوه يرتقي حتى إذا كاد أن يدخُل دفعوه فسَقَط».
قال عبدُ الملك للحارثِ: أنت سمعتَها تقول هذا؟ قال: نعم، قال: فنَكَتَ ساعةً بعَصاه ثم قال: ودِدتُ أنِّي تركتُه وما تحمَّل.
ومن حديث حاتِمِ بن أبي صَغيرةَ عن أبي قَزَعةَ: أنَّ عبدَ الملك بن مَروانَ بينما هو يطوفُ بالبيت إذ قال: قاتل الله ابنَ الزُّبير! حيث يكذبُ على أمِّ المؤمنين، يقول: سمعتُها تقول: قال رسول الله: «يا عائشةُ؛ لولا حِدثانُ / قومِك بالكفر لنقضتُ البيتَ حتى أزيدَ فيه من الحِجْر، فإنَّ قومَك قصَّروا في البناء».
فقال الحارث بن عبد الله بن أبي رَبيعةَ: لا تقل هذا يا أميرَ المؤمنين! فأنا سمعتُ أمَّ المؤمنين تحدِّث هذا، قال: لو كنتُ سمعتُه قبل أن أهدمَه لتركتُه على ما بنى ابنُ الزُّبير (21).
[1] وقع في الأصول: (نافعٍ)! وهو خطأ.
[2] في (ظ): (على)، وما أثبتناه موافق لما في «الصحيحين».
[3] بكسر الحاء.(هامش ابن الصلاح).
[4] في هامش (ابن الصلاح): (سع: لم يَتِمَّ).
[5] الجَدْرُ: أصل الحائط، وفي حديث بُنيان الكعبة ما يدل على أنه عَنَى بالجَدْر هنالك الحجرَ لما فيه من أصول الحيطان، والله أعلم.(ابن الصلاح نحوه).
[6] في (ت): (عن الجدار من) وهو خطأ!.
[7] سقط قوله: (لم) من (ت)، وما أثبتناه موافق لما في الصحيحين.
[8] كذا وقع محذوفَ جوابِ (لولا)، وتقديره: (لفعلت)، ولذلك استشكله في (ابن الصلاح).
[9] أشار في (ابن الصلاح) إلى اختلاف الروايات في عدد الأذرع، وقال ابن حجر: اجتمعت الروايات الصحيحة على أنها فوق الستة ودون السبعة.«فتح الباري» 3443.
[10] في هامش (ابن الصلاح): (سع: النبي).
[11] أراد أن يُحرِّبَهم: أي؛ أراد أن يزيد جُرأتهم عليهم، وعلى مطالبِتهم باستحلالهم حرق الكعبة، أو يُحربهم: أي؛ أن يزيد في غضبهم، يقال: حَرِب الرجل إذا غضب، وحرَّبتُه أنا: إذا حرشتُه وسلَّطتُه، وعرَّفتُه بما يغضب منه.(ابن الصلاح نحوه).
[12] الفَرَقُ: الفَزع والتخُّوف.(ابن الصلاح نحوه، مع بيان خطإ الحميدي في ضبطه هذا)، وقد أنكر المحققون على الحميدي ضبطه بفتح الفاء وغلَّطوه فيه، وصَحَّح ضبطها بضمِّ الفاء وكسر الراء؛ بمعنى: كُشِفَ وبُيِّنَ.انظر «فتح الباري» 992.
[13] فتحاماه الناس: أي تجنبوه، لم يتجاسَروا عليه.(ابن الصلاح).
[14] في (ت): (ثمَّ)، وما أثبتناه موافق لما في مسلم.
[15] في الذراع لغتان مشهورتان، التانيثُ والتذكير، والتأنيث أفصحُهما.انظر «شرح مسلم» للنووي 991.
[16] الأُسُّ: الأصل والقاعدة التي تستقر السماءُ عليها.
[17] في (ت): (على)، وما أثبتناه موافق لما في مسلم.
[18] في (ت): (قال: لي)، وما أثبتناه موافق لما عند مسلم.
[19] في (ظ): (الكعبة)، وما أثبتناه موافق لما عند مسلم.
[20] في هامش (ابن الصلاح): (سع: منها).
[21] في هامش (ظ): (آخر الجزء الخامس والخمسين)، وفي هامش (ابن الصلاح): (بلغوا سماعاً في المجلس الرابع عشر).