الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها

          3207- السَّابعُ والخمسونَ: عن الزُّهريِّ عن يحيي بن عروةَ عن عُروَةَ عن عائشَةَ قالت: «سأل رسولَ الله ناسٌ عن الكُهَّان، فقال: ليس بشيءٍ. فقالوا: يا رسولَ الله؛ إنَّهم يحدِّثُونا أحياناً بشيءٍ فيكونُ حقَّاً، فقال رسول الله: تلك الكلِمةُ من الحق يَخطَفُها الجِنِّيُّ فيَقُرُّها(1) في أُذُن وليِّه، فيَخلِطون معها مئةَ كَذبة». [خ¦5762]
          وفي حديث عَنْبسةَ بنِ خالدٍ عن يونسَ بن يزيدَ نحوُه، وفيه: فقال: «إنَّهم ليسوا بشيءٍ».
          وفيه: «تلك الكلمةُ من الحقَ يخطَفُها الجنِّيُّ فيُقَرْقِرها في أذن / وليِّه(2) كقَرْقَرة(3) الدَّجاجةِ». [خ¦7561]
          وفي رواية ابنِ جريجٍ: «فيَقُرُّها في أذن وليِّه قَرَّ الدجاجةِ». [خ¦6213]
          وفي رواية عبد الرزاقِ عن مَعمَر: أنَّ عائشةَ قالت: «قلت: يا رسولَ الله؛ إنَّ الكُهَّانَ كانوا يُحدِّثُوننا بالشَّيء فنجدُه حقاً، قال: تلك الكلمةُ الحقُّ يَخطَفُها الجِنيُّ فيَقذِفها في أذن وليِّه، ويزيدُ فيها مئةَ كَذِْبَة».
          وليس ليحيى بن عروةَ بن الزبير عن أبيه عن عائشَةَ في «الصحيح» غيرُ هذا.
          وأخرجه البخاريُّ من حديث أبي الأسودِ محمدِ بن عبد الرحمن عن عُروَةَ عن عائشَةَ إنَّها سمِعَت رسول الله يقول: «إنَّ الملائكةَ تَنزِل في العَنَان _وهوالسَّحابُ_ فتذكرُ الأمرَ قُضيَ في السَّماء، فتَستَرِقُ الشَّياطينُ السَّمعَ فتَسمَعُه، فتُوحيه إلى الكُهَّان، فيَكذبون معها مئةَ كَذبةٍ من عند أنفسِهم». [خ¦3210]
          وقد أخرجه تعليقاً من حديث أبي الأسودِ أيضاً عن عُروَةَ عن عائشَةَ عن النَّبيِّ قال: «الملائكةُ تُحدِّثُ في العَنَان _والعَنَان الغَمامُ_ بالأمر يكون في الأرض، فتسمعُ(4) الشَّياطينُ الكلمةَ، فتَقُرُّها في أُذن الكاهنِ كما تُقَرُّ / القارورةُ(5)، فيزيدون معها مئةَ كَذبةٍ». [خ¦3288]


[1] في هامش (ابن الصلاح): (سع: فَيُقِرُّها).
[2] سقط من (ظ) من قوله: (فيَخلِطون معها مئةَ كَذبة..) إلى هنا.
[3] في (ت): (كقر)، وما أثبتناه موافق لما في البخاري.
[4] في (ظ): (فتستمع)، وما أثبتناه من (ت) و(ابن الصلاح) موافق لنسختنا من صحيح البخاري.
[5] قوله في استراق السمع: فتَقُرُّها في أُذن الكاهنِ كما تُقَرُّ القارورةُ؛ قال: ابنُ الأعرابي القَرُّ: تَرديدُكُ الكلامَ في أُذُن الأبْكمِ حتى يفهم، كما يُستخرجُ ما في القارورة شيئاً بعد شيء، إذا أفرغت، ومَن رواه كقَرِّ الدجاجةِ أراد صوتَها إذا قطعتْه، يقال: قَرَّت الدجاجة تقَرُّ قَرَّاً وقَرِيراً، فإن ردَّدْتَه، قيل: قَرْقَرَتْ قَرْقَرَةً وقَرْقَرِيراً.(ابن الصلاح نحوه).