الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لو أنكم تطهرتم ليومكم هذا

          3266- السَّادسَ عشرَ بعد المئةِ: عن محمَّد بنِ جعفرِ بن الزُّبير عن عمِّه عروةَ عن عائشَةَ قالت: «كان النَّاسُ ينتابون الجمعةَ من منازلهم ومن العَوَالي، فيأتون في العَباء، ويُصيبُهم الغبارُ والعَرقُ، فتخرُجُ منهم الريحُ، فأتى رسولَ الله إنسانٌ منهم وهو عندي، فقال النَّبيُّ: لو أنَّكم تطهَّرتُم ليومِكم هذا». / [خ¦902]
          وأخرجاه من حديث يحيى بنِ سعيدٍ: أنَّه سأل عمرةَ عن الغُسل يومَ الجمعةِ، فقالت: قالت عائشةُ: «كان النَّاسُ مَهَنَةَ(1) أنفسِهم، وكانوا إذا راحوا إلى الجمعة راحوا في هيئتِهم، فقيل لهم: لو اغتسلتُم». لفظُ حديثِ عبد الله بنِ المبارك. [خ¦903]
          وفي حديث اللَّيثِ قالت عائشةُ: «كان النَّاسُ أهلَ عملٍ، ولم يكن لهم كُفاةٌ(2)، فكانوا يكونون(3) لهم تَفَل(4)، فقيل لهم: لوِ اغتسَلتُم يومَ الجمُعةِ».
          وأخرجه البخاريُّ تعليقاً من حديث هشامِ بن عروةَ عن أبيه عن عائشَةَ قالت: «كان أصحابُ رسول الله عمَّالَ أنفُسهم، فكان يكون لهم أرواحُ، فقيل لهم: لوِ اغتسَلتُم».
          أدرَجه على ما قبله، وقد أخرجه البخاريُّ بالإسناد من حديث أبي الأسودِ محمَّدِ بن عبد الرحمن عن عُروَةَ عن عائشَةَ، فذكره. [خ¦2071]


[1] المَهَنَة: جمع ماهِنٍ، والماهن الخادم، والمِهْنُ والمِهْنَة الخَدْمة، يقال: مهَنْتُ القوم أَمهَنُهم وأُمهُنُهم، وامتَهَنوني؛ أي: استخدموني، وحكى الهروي: أنّ المَهْنَة بفتح الميم خطأ.(ابن الصلاح نحوه).
[2] في (ظ): (كفاية)، وما أثبتناه موافق لما في مسلم.
[3] استشكلها في (ابن الصلاح)، وهي في نسختنا من مسلم: «يكون».
[4] التَّفَل: الرائحة الكريهة.(ابن الصلاح نحوه).