الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أتشفع في حد من حدود الله

          3179- التَّاسعُ والعشرون: عن الزُّهريِّ عن عُروَةَ عن عائشَةَ: «أنَّ قريشاً أهمَّهم شأنُ المرأة المخزوميةِ الَّتي سرقت، فقالوا: من يُكلِّم فيها رسول الله؟ فقالوا: ومن يجترئُ عليه إلَّا أسامةُ بن زيد حِبُّ رسول الله؟ فكلَّمه أسامةُ، فقال رسول الله: أتشفعُ في حدٍّ من حدود الله؟!، ثم قام فاخْتطبَ، ثم قال: إنَّما أهلَك الَّذين قبلكم أنَّهم كانوا إذا سرَق فيهم الشريفُ تركوه، وإذا سرَق فيهم الضَّعيفُ أقاموا عليه الحدَّ، وايمُ الله! لو أنَّ فاطمةَ بنتَ محمَّد سرَقت لقطعتُ يدَها». وهذا لفظُ قتيبةَ عن اللَّيث. [خ¦3475]
          وفي حديث عليِّ بن المَديني عن سفيانَ قال: ذهبت أسأل الزُّهريَّ عن حديث المخزوميةِ فصاح بي، قلت لسفيانَ: فلم تحمِلْه عن أحد؟ قال: وجدتُه في كتابٍ كان كتبه أيُّوبُ بن موسى عن الزُّهريِّ، وذكر نحوَه بمعناه، إلَّا أنَّه قال: «إنَّ بني إسرائيلَ كان إذا سرَق فيهم الشَّريفُ تركوه». [خ¦3733]
          وفي حديث ابنِ وهبٍ عن يونسَ بن يزيدَ نحوٌ من حديث اللَّيث، وفيه: «إنَّ قريشاً أهمَّهم شأنُ المرأةِ الَّتي سرقت في غزوةِ الفتح.
          وفيه: أنَّ أسامةَ كلَّمه فتلوَّن / وجهُ رسول الله، فقال: أتشفعُ في حدٍّ من حدود الله؟ فقال أسامةُ: استَغفِرْ لي يا رسولَ الله؛ فلما كان العشيُّ قام فاختطب، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أمَّا بعدُ، فإنَّما أهلك الَّذين من قبلِكم...» ثم ذكره، وقال في آخره: «ثم أمَر بتلك المرأةِ الَّتي سرَقَت فقُطِعت يدُها».
          قال يونس: قال ابنُ شهاب: قال عروةُ: قالت عائشة: فحسُنت توبتُها بعدُ وتزوَّجت، «فكانت تأتي بعدَ ذلك فأرفَعُ حاجتَها إلى رسول الله». [خ¦6800]
          ولمسلم في حديث مَعمرٍ عن الزُّهريِّ عن عُروَةَ عن عائشَةَ قالت: «كانت امرأةٌ مخزوميةٌ تَستعيرُ المتاعَ وتجحدُه، فأمر النَّبي بقطع يدِها، فأتى أهلُها أسامةَ فكلَّموه، فكلَّم رسول الله، قال...» ثم ذكَر نحوَ حديثِ اللَّيث ويونسَ.