الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: كان يأتي علينا الشهر ما نوقد فيه ناراً

          3256- السَّادسُ بعد المئةِ: عن هشامٍ عن أبيه عن عائشَةَ قالت: «كان يأتي علينا الشَّهرُ ما نوقدُ فيه ناراً، إنَّما هو التَّمرُ والماءُ، إلَّا إن نُؤتى باللُّحَيم». [خ¦6458]
          وفي رواية حفصِ بن غياثٍ عن هشام عن أبيه عنها قالت: «ما شبع آلُ محمَّدٍ من خبزِ البُرِّ ثلاثاً حتى مضَى لسَبيلِه». وأخرجاه من حديث الأسودِ بن يزيدَ عن عائشَةَ قالت: «ما شبع آلُ محمَّدٍ منذُ قدِم المدينةَ من طعام البُرِّ ثلاثَ ليالٍ تباعاً حتى قُبض». [خ¦5416]
          وفي حديث عبد الرحمن بن يزيدَ عن الأسود: «ما شبع آلُ محمَّد من خُبزِ / شعيرٍ يومينِ متتابعين حتى قُبض رسول الله».
          وأخرجاه من حديث عابسِ بن ربيعةَ قال: قلتُ لعائشةَ: «أنهى النَّبيُّ أن تؤكل لحومُ الأضاحي فوقَ ثلاثٍ؟ قالت: ما فعله إلَّا في عامٍ جاع النَّاسُ فيه، فأراد أن يُطعِم الغنيُّ الفقيرَ، وإن كنَّا لنرفعُ الكُراعَ(1) فنأكُله بعد خمسَ عشرةَ ليلة، قلتُ: وما اضْطرَّكم إليه؟ فضَحِكتْ، وقالت: ما شبع آلُ محمَّدٍ من خبز مَأدُومٍ ثلاثةَ أيَّامٍ حتى لحِق بالله».
          قال البخاريُّ: وقال ابنُ كثير: أخبرنا سفيانُ قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عابِسٍ بهذا. لفظُ هذا الحديثِ للبخاريِّ، وهو عند مسلمٍ مختصرٌ. [خ¦5423]
          وليس لعابسِ بن ربيعةَ في «الصحيحين» عن عائشَةَ غيرُ هذا الحديثِ الواحد.
          ولهما من حديث هلالِ بن حُميدٍ _وقيل: ابن أبي حُميدٍ_ عن عُروَةَ عن عائشَةَ قالت: «ما أكل آلُ محمَّدٍ أكلتينِ في يومٍ إلَّا إحداهما تمرٌ». [خ¦6455]
          ومن حديث أبي رَوحٍ يزيدَ بنِ رُومانَ عن عُروَةَ عن عائشَةَ إنَّها كانت تقول: «والله يا ابن أختي! إن كنَّا لَننظرُ إلى الهلال ثمَّ الهلالِ ثم الهلالِ ثلاثةَ أهلةٍ في شهرينِ وما أُوقِدَ في أبياتِ رسول الله نارٌ، قال: قلتُ: يا خالةُ؛ فما كان / يُعِيشُكم؟ قالت: الأسودانِ: التَّمرُ والماءُ، إلَّا أنَّه قد كان لرسول الله جيرانٌ من الأنصار، وكانت لهم منائحُ(2)، فكانوا يرسلون إلى رسول الله من ألبانِها فيَسْقيناه». [خ¦2567]
          وأخرجا من حديث منصورِ بن عبد الرحمن الحَجَبيِّ عن أمِّه صفيةَ بنتِ شيبةَ عن عائشَةَ قالت: «توفي رسول الله حين شبعَ النَّاسُ من الأسودينِ: التَّمرِ والماءِ». [خ¦5383]
          وفي حديث الأشجَعيِّ وأبي أحمدَ عن سفيانَ عن منصورٍ: «وما شبعنا من الأسودينِ».
          ولمسلم من حديث يزيدَ بن عبد الله بن قُسَيطٍ الليثي عن عُروَةَ عن عائشَةَ قالت: «لقد مات رسول الله وما شبعَ من خبزٍ وزيتٍ في يوم واحدٍ مرَّتين».


[1] الكُرَاع من الإنسان: ما دون الركبة، ومن الدواب ما دون الكعب، والأصل أن كراع الشيء طرفه، وأَكارع الأرض أطرافها القاصية، وأكارع الشاة قوائمها، والأكارع من الناس السّفلَة، والكُراع من غير هذا اسم لجميع الخيل.(ابن الصلاح نحوه).
[2] الأصلُ في المَنِيحَة: أن يَجعل الرجل لبن شاته أو ناقته لآخر سنة، ثم جعلت كل عطية مَنيحَة.(ابن الصلاح نحوه).