الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: ما ترك رسول الله ركعتين بعد العصر

          3218- الثَّامنُ والسِّتُّون: عن هشام بن عروةَ عن أبيه عن عائشَةَ قالت: «ما ترك رسول الله ركعتينِ بعد العصرِ عندي قطُّ». [خ¦591]
          وأخرجاه من حديث الأسودِ بن يزيدَ عن عائشَةَ قالت: «صلاتانِ ما تركَهما رسول الله في بيتي قطُّ سِرَّاً ولا علانيةً: ركعتانِ قبل صلاةِ الصُّبحِ، وركعتان بعد العصرِ». [خ¦592]
          ومن حديث أبي إسحاقَ السَّبيعي قال: رأيتُ الأسودَ ومسروقاً شَهدا على عائشةَ إنَّها قالت: «ما كان النَّبيُّ يأتِيني في يومي بعد العصرِ إلا صلَّى ركعتين». [خ¦593]
          ولم يذكر أبو مسعودٍ مسروقاً في ترجمة الأسودِ ولا في ترجمة مسروقٍ.
          وأخرجه البخاريُّ من حديث عبدِ العزيزِ بنِ رُفيع قال: رأيتُ عبد الله بنَ الزُّبير يطوفُ بعد الفجرِ ويصلِّي ركعتين، ورأيت عبد الله بنَ الزُّبير يصلِّي بعد العصرِ ويُخبِر أنَّ عائشةَ حدَّثتْه: «أنَّ النَّبيَّ لم يدخُل بيتَها إلَّا صلَّاهما». [خ¦1631]
          ومن حديث أيمنَ المكِّي أنَّه سمعَ عائشةَ تقول: «والَّذي ذهبَ به! ما تركهما / حتى لقِيَ الله، وما لقِيَ الله حتى ثقُل عن الصَّلاة، وكان يصلِّي كثيراً من صلاتِه قاعداً _تعني الرَّكعتين بعد العصرِ_ وكان النَّبيُّ يُصلِّيهما ولا يُصلِّيهما في المسجد مخافةَ أن يُثَقِّل على أُمَّته، وكان يُحبُّ ما يُخَفَّف عنهم». [خ¦590]
          وأخرج مسلمٌ من حديث محمَّدِ بن أبي حرملةَ عن أبي سلمةَ بن عبد الرحمن: أنَّه سأل عائشةَ عن السجدتين(1) اللَّتين كان رسول الله يصليهما بعد العصرِ، فقالت: «كان يُصلِّيهما قبل العصرِ، ثم إنَّه شُغِل عنهما أو نسيَهما فصلَّاهما بعد العصرِ، ثم أثبتَهما، وكان إذا صلَّى صلاةً أثبتَها» تعني: داوَم عليها.
          ومن حديث طاوُسِ بن كيسانَ عن عائشَةَ قالت: «لم يَدعْ رسول الله الرَّكعتين بعد العصرِ». قال: وقالت عائشةُ: قال رسول الله: «لا تَتحرَّوا(2) طلوعَ الشَّمسِ ولا غُروبَها فتُصلُّوا عند ذلك».
          وفي حديث بَهْزٍ عن وُهَيبٍ إنَّها قالت: «وَهِم عمرُ، إنَّما نهى رسول الله أن يُتحرَّى طلوعُ الشَّمسِ أوغروبُها».


[1] في (ظ): (الركعتين) وفي هامشها (نسخة: السجدتين)، وما أثبتناه موافق لما في مسلم.
[2] تحرَّيتُ الشيءَ: قصدتُه واجتهدت، يعني في إصابته.