الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: كان قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة

          3239- التَّاسعُ والثَّمانون: عن هشام بن عروةَ عن أبيه عن عائشَةَ قالت: «كان قريشٌ ومن دانَ دينَها يَقفونَ بالمُزدلفةِ فكانوا يُسمَّون الحُمسَ(1)، وكان سائرُ العربِ يَقِفون بعرفةَ، فلما جاء الإسلامُ أمرَ الله نبيَّه أن يأتيَ عرفاتٍ فيَقفَ بها ثم يُفيضَ منها، فذلك قوله: {ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}[البقرة:199]». [خ¦1665]
          وفي حديث أبي أسامةَ عن هشامٍ عن أبيه قال: «كانتِ العربُ تطوفُ بالبيت عُراةً إلا الحُمْسَ، والحمسُ قريشٌ وما وَلدتْ، وكانوا يَطوفونَ عُراةً إلَّا أن يُعطيَهم الحُمسُ ثياباً، فيعطي الرِّجالُ الرِّجالَ والنِّساءُ النِّساءَ، وكانت الحُمسُ لا يخرجون من المزدلفة، وكان النَّاسُ كلُّهم يَبلُغون عرفاتٍ».
          قال هشام: فحدَّثني أبي عن عائشَةَ قالت: «الحُمسُ هم الذين أنزل الله فيهم: {ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}[البقرة:199] قالت: كان النَّاسُ يُفيضون من عرفاتٍ، وكان الحُمسُ يُفيضون من المزدلفةِ يقولون: لا نُفيض إلَّا من الحَرم، فلما نزلت: {أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}[البقرة:199]رجعُوا إلى عرفاتٍ. وهذا لفظُ حديثِ مسلم». /


[1] الحُمْس: قريش ومن ولدت قريشٌ وكِنَانةُ وجَديلَة قَيسٍ، سُمُّوا حُمْساً؛ لأنهم تحمسوا في دينهم؛ أي: تشددوا، والحماسة الشجاعة، والأحمس الشجاع، وكانوا لا يقفون بعرفةَ، ولا يخرجون من الحرم، ويقولون: نحن أهل الله فلا نخرج من حرم الله، وكانوا لا يدخلون البيوت من أبوابها، وحكى الحربي أنهم إنما سُمُّوا حُمساً بالكعبة؛ لأنها حمساء، وحجرها يضرب إلى السواد، وقيل: الحُمْسة الحُرْمة، وإنَّما سموا حمساً لنزولهم بالحرم.(ابن الصلاح نحوه).