الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: ما رأيت رسول الله مستجمعاً قط ضاحكاً

          3281- الحادي والثَّلاثونَ بعد المئةِ: عن سليمانَ بن يسارٍ عن عائشَةَ قالت: «ما رأيتُ رسول الله مستجمِعاً قطُّ ضاحكاً حتى تُرى منه لَهَواتُه(1)، إنَّما كان يتبسم». [خ¦6092]
          وفي حديث أحمدَ بنِ عيسى عن ابن وهبٍ نحوُه، وزاد: «وكان إذا رأى غَيماً عُرِف في وجهه، قالت: يا رسولَ الله؛ الناسُ إذا رأوا الغيمَ فرِحوا رجاءَ أن يكونَ فيه المطرُ، وأراكَ إذا رأيتَ غيماً عُرف في وجهك الكراهةُ! فقال: يا عائشةُ؛ وما يُؤْمِنِّي أن يكونَ فيه عذابٌ، قد عُذِّب قومٌ بالريح، وقد رأى قومٌ العذابَ فقالوا: {هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا}[الأحقاف:24]». [خ¦4828]
          وأخرجا بعضاً منه من حديث أبي محمَّدٍ عطاءِ بن أبي رباحٍ عن عائشَةَ قالت: «كان النَّبيُّ إذا رأى مَخِيلَةً(2) في السَّماء أقبل وأدبر، ودخل وخرج، وتغيَّر وجهُه، فإذا أمطرتِ السَّماءُ سُرِّيَ عنه، فعرَّفته عائشةُ ذلك، فقال النَّبيُّ: وما أدري! لعلَّه كما قال قوم: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا (3) مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا}[الأحقاف:24]». /
          وفي حديث جعفرِ بن محمَّدٍ عن عطاءٍ: «كان رسول الله إذا كان(4) يومُ الريحِ والغَيمِ عُرف ذلك في وجهه، وأقبل وأدبر، فإذا مطرت سُرَّ به، وذهب عنه ذلك، قالت عائشةُ: فسألتُه فقال: إنِّي خشِيت أن يكون عذاباً سُلِّط على أمَّتي. ويقول إذا رأى المطرَ: رحمةًٌ».
          وفي حديث ابن وهبٍ عن ابن جريجٍ عن عطاءٍ عن عائشَةَ قالت: «كان النَّبيُّ إذا عصَفَتِ الريحُ(5) قال: اللَّهمَّ إنِّي أسألُك خيرَها وخيرَ ما فيها وخيرَ ما أُرسلتْ به، وأعوذ بك من شرِّها وشرِّ ما فيها وشرِّ ما أُرسلت به.
          وإذا تَخَيَّلتِ(6) السَّماءُ تغيَّر لونُه، وخرَج ودخَل، وأقبَل وأدبَر، فإذا أمطرت سُرِّي عنه، فعرَفت ذلك عائشةُ، فسألته، فقال: لعله يا عائشةُ؛ كما قال قومُ عادٍ: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا}[الأحقاف:24]».


[1] اللَّهَوَات: جمع لَهاةٍ، وهي اللَّحمة المتدلية من الحنك الأعلى، المعلَّقة الحمراء في أقصى الفم.(ابن الصلاح).
[2] المَخِيلَة: السحابةُ التي يَقوى الظن أن فيها مطراً، وأخالتِ السماء فهي مُخيلة إذا تغيمت وتُوُهِّم المطر، وهذه بضم الميم، والتي قبلها بفتح الميم.
[3] العارض من السحاب: الضخم.(هامش ابن الصلاح).
[4] في (ت): (رأى)، وما أثبتناه موافق لما في مسلم.
[5] عصَفَتِ الريحُ: اشتدَّ هبوبها.(ابن الصلاح).
[6] تخيَّلت: أي؛ تغيَّمت وتُوُهِّم المطرُ.(هامش ابن الصلاح).