الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر

          3196- السَّادسُ والأربعون: عن الزُّهريِّ عن عُروَةَ عن عائشَةَ: «أنَّ النَّبيَّ كان يدعو في الصَّلاة: اللَّهمَّ؛ إنِّي أعوذُ بك من عذاب القبرِ، وأعوذ بك من فتنة المسيحِ(1) الدَّجَّال، وأعوذُ بك من فتنَةِ المحيا والمماتِ. اللَّهمَّ؛ إنِّي أعوذ بك من المَأثَم والمَغْرَم. قالت: فقال له قائلٌ: ما أكثرَ ما تستعيذُ من المَغْرم يا رسولَ الله؛ قال: إنَّ الرجلَ إذا غَرِم حدَّث فكذبَ، ووعدَ فأخلَف». لفظُ حديثِ مسلمٍ. [خ¦832]
          ولمسلم في حديث يونسَ بن يزيدَ عن الزُّهريِّ عن عُروَةَ عن عائشَةَ قالت: / «دخل عليَّ رسول الله وعندي امرأةٌ من اليهود وهي تقول: هل شَعَرْتِ أنَّكم تُفتَنون في القبور؟ قالت: فارْتَاع رسول الله وقال: إنَّما تُفتَن يَهودُ! قالت عائشةُ: فلبِثنا لياليَ، ثم قال رسول الله: هل شَعَرْتِ أنَّه أُوحِي إليَّ أنَّكم تُفتَنون في القبور؟ قالت عائشةُ: فسمعت رسول الله بعدُ يستعيذُ من عذاب القبر».
          وأخرجا جميعاً من حديث مسروقٍ عن عائشَةَ قالت: «دخلتْ عجوزانِ من عُجُزِ يهودِ المدينةِ، فقالتا: إنَّ أهلَ القبورِ يُعذَّبون في قبورهم، قالت: فكذَّبتُهما ولم أُنْعِم أن أُصَدِّقَهما، فخرجَتا ودخل عليَّ رسول الله، فقلت(2) له: يا رسولَ الله؛ إنَّ عجوزَين من عُجُزِ يهودِ المدينة دخلَتا عليَّ فزعمَتا أنَّ أهلَ القبور يُعذَّبون في قبورهم، فقال: صدَقَتا، إنَّهم يُعذَّبون عذاباً تسمعُه البهائمُ كلُّها. ثم قالت: فما رأيتُه بعدُ في صلاةٍ إلا يتعوَّذ من عذاب القبرِ». [خ¦6366]
          وفي حديث أَشْعثَ بنِ أبي الشَّعثَاءِ نحوُه، وفيه: «قالت: وما صلَّى صلاةً بعدَ ذلك إلَّا سمعتُه يتعوَّذ من عذاب القبر».
          وفي حديثِ شعبةَ: «أنَّ يهوديَّةً دخلَتْ عليها فذكرت عذابَ القبر، وقالت لها: أعاذكِ الله من عذاب القبرِ، فسألت عائشةُ رسولَ الله عن عذاب القبر، فقال: نعم، عذابُ القبر. _زاد غُندَرٌ: عذابُ القبر حقٌّ._ قالت عائشةُ: فما رأيتُ رسول الله بعدُ صلَّى صلاةً إلا تعوَّذَ من عذاب القبر». / [خ¦1372]
          ومن حديث هشام بنِ عروةَ عن أبيه عن عائشَةَ: أنَّ النَّبيَّ كان يقول: «اللَّهمَّ؛ إنِّي أعوذ بك من الكسل والهَرم والمَغْرَمِ، ومن فتنة القبرِ وعذابِ القبر، ومن فتنة النَّار وعذابِ النَّار(3)، ومن شَرِّ فتنةِ الغِنى، ومن شرِّ فتنةِ الفقر، وأعوذُ بك من شرِّ فتنةِ المسيحِ الدَّجَّال.
          اللهمَّ؛ اغسِلْ عنِّي خَطايَايَ بماء الثلجِ والبرَدِ(4)، ونقِّ قلبِي من الخطايا كما نقَّيتَ الثَّوبَ الأبيضَ، وباعد بينِي وبين خَطايَايَ كما باعدت بين المشرقِ والمغرب». [خ¦832]
          وقد أخرجا جميعاً الاستعاذةَ من الدَّجَّال مفرداً، من حديث صالحِ بن كيسانَ عن الزُّهريِّ عن عُروَةَ عن عائشَةَ: «أنَّها سمعت رسول الله يستعيذُ في صلاته من فتنة الدَّجَّال». لم يزد. [خ¦7129]


[1] في (ابن الصلاح): (مسيح)، وما أثبتناه من (ت) و(ظ) موافق لنسختنا من صحيح البخاري ومسلم.
[2] في (ت): (فقال).
[3] سقط قوله: (ومن فتنة النَّار وعذابِ النَّار) من (ت).
[4] اغسِلْ عنِّي خَطايَايَ بماء الثلجِ والبرَد: مبالغةٌ بمعنى التخفيف والوصول إلى نهاية المغفرة، ومحو الذُّنوب بإفراط غسلِها، والبَرَد والبَرْد يُستعار للمَسَرَّة، ومنه أقرَّ الله عينَه.(ابن الصلاح نحوه).