الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: مهلاً يا عائشة إن الله يحب الرفق

          3178- الثَّامنُ والعشرون: عن الزُّهريِّ عن عُروَةَ عن عائشَةَ قالت: «دخل رهطٌ من اليهود على رسول الله فقالوا: السَّامُ(1) عليك، قالت عائشة: ففهمتُها، فقلت: عليكم السَّامُ واللَّعنةُ، قالت: فقال رسول الله: مهلاً يا عائشةُ، إنَّ الله يحبُّ الرفقَ في الأمر كلِّه. فقلت: يا رسولَ الله؛ ألم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله: قد قلتُ: وعليكم». / [خ¦6256]
          وفي رواية أبي نُعيم عن ابن عيَينة عن الزُّهريِّ بنحوِه، وفيه: «إنَّ الله رفيقٌ يحبُّ الرِّفقَ في الأمرِ كلِّه». [خ¦6927]
          وفي حديث صالحِ بن كيسانَ _وفي بعض الرِّواياتِ عن مَعمرٍ_ عن الزُّهريِّ قال رسول الله: «قد قلت: عليكم». ولم يذكر الواو. [خ¦6024]
          وأخرجه البخاريُّ من حديث عبد الله بن عُبيد الله بن أبي مُليكةَ عن عائشَةَ: «أنَّ اليهودَ أتَوا النَّبيَّ فقالوا: السَّامُ عليك، قال: وعليكم. فقالت عائشة: السَّامُ عليكم ولعَنكُم الله وغضب عليكم! فقال رسول الله: مهلاً يا عائشةُ؛ عليكِ بالرِّفق وإياكِ والعُنفَ(2) والفحشَ. قالت: أوَ لم تسمع ما قالوا؟! قال: أوَ لم تسمعي ما قلتُ؟! ردَدتُ عليهم، فيُستجاب لي فيهم، ولا يُستَجاب لهم فيَّ». هذا حديثُ عبد الوهاب عن أيُّوبَ وهو أتمُّ. [خ¦6030]
          وأخرجه مسلم من حديث أبي عائشةَ مسروقِ بن الأجدعِ عن عائشَةَ ☻ قالت: «أتى النَّبيَّ ناسٌ من اليهود، فقالوا: السامُ عليك يا أبا القاسمِ، قال: وعليكم. قالت عائشة: بل عليكم السامُ والذامُ(3) ! فقال رسول الله: يا عائشةُ؛ لا تكوني فاحشةً. فقالت: ما سمعتَ ما قالوا؟! فقال: أوَ ليس قد / ردَدتُ عليهم الَّذي قالوا؟! قلتُ: وعليكم».
          وفي رواية يعلى بن عُبيد عن الأعمش نحوُه، غيرَ أنَّه قال: «ففطِنتْ بهم عائشةُ فسبَّتهم، فقال رسول الله: مهْ يا عائشةُ! فإنَّ الله لا يحبُّ الفحشَ والتفحشَ. وزاد: فأنزل الله: {وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ...} إلى آخر الآية [المجادلة:8]».


[1] السَّامُ: الموت في سلام اليهود.
[2] العنفُ: ترك الرفق، وإظهارُ الشدة، والاستطالة في القول والفعل، ويقال: اعتنف الرجل: إذا أخذه بعنف وشدة.
[3] الذام: العيب.(هامش ابن الصلاح).