الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: كان النبي إذا أراد أن ينام وهو

          3321- الحادي والسَّبعونَ بعد المئةِ: من ذلك
          أخرجه البخاريُّ عن أبي الأسودِ محمدِ بن عبد الرحمن عن عُروَةَ عن عائشَةَ قالت: «كان النَّبيُّ إذا أراد أن ينامَ وهو جنبٌ غسَل فرجَه وتوضَّأ للصَّلاة». [خ¦288]
          وأخرجه أبو بكرٍ البرقانيُّ من حديث يحيى بن بُكير بالإسناد الذي أخرجه به البخاريُّ أنَّ عائشةَ قالت: [«كان النَّبيُّ إذا أراد أن ينامَ وهو جنبٌ(1) غسَل فرجَه ثم توضَّأ وُضوءَه للصَّلاة ثم ينام»].
          وأخرجه البخاريُّ أيضاً من حديث يحيى بنِ أبي كثيرٍ عن أبي سلمةَ قال: «سألتُ عائشةَ أكان رسول الله يرقُد وهو جنبٌ؟ قالت: نعم، ويتوضَّأ». [خ¦286]
          وأخرجه مسلمٌ من حديث أبي بكر محمدِ بن شهابٍ الزُّهريِّ عن أبي سلمةَ عبد الله بن عبد الرحمن بن عوفٍ عن عائشَةَ: «أنَّ رسول الله صلعم كان إذا أراد أن ينامَ وهو جنبٌ توضَّأ وُضوءَه للصَّلاة قبل أن ينامَ». /
          ومن حديث الأسودِ بن يزيدَ بن قيسٍ النَّخَعيِّ عن عائشَةَ قالت: «كان رسول الله إذا كان جنباً، فأراد أن يأكُل أو ينامَ توضَّأ وُضوءَه».
          وأخرجه مسلمٌ أيضاً من حديث عبد الله بن أبي قيسٍ قال: «سألتُ عائشةَ عن وِتر رسول الله...» فذكر الحديثَ، وفيه: «قلت: كيف كان يصنعُ في الجنابة: أكان يغتسلُ قبل أن ينامَ، أو ينام قبل أن يغتسل؟ قالت: كلُّ ذلك قد كان يفعل، فربما اغتسل فنام، وربَّما توضَّأ فنام، قلت: الحمدُ لله الذي جعَل في الأمر سَعَةً».
          اختصره مسلمٌ فأخرَج منه غرضَه في النَّوم قبل الغسلِ، ونبَّهنا على ذلك بقوله... وذكر الحديثَ، فبحَثنا عنه لنجد تمامَه، فوجدنا الإمامَ أبا بكرٍ البرقانيَّ قد أخرَجه بطوله فيما «خرجه على الصحيحين» من حديث قتيبةَ عن اللَّيث _كما أخرج مسلمٌ منه ما أخرج_ وأولُه قال:
          [«سألتُ عائشةَ: عن وِتر رسول الله؛ فقلت: كان يوترُ من أولِ الليلِ أم من آخره؟ قالت: ربَّما أوتر من أول الليلِ، وربَّما أوتر من آخره، قلت: الحمدُ لله الذي جعَل في الأمر سَعةً.
          فقلت: وكيف كانت قراءتُه؟ أكان يسرُّ بالقراءة أو يجهرُ؟ قالت: كلَُّ ذلك قد كان يفعَلُ، ربَّما أسرَّ، وربَّما جهر، فقلت: الحمدُ لله الذي جعَل في الأمر سَعةً.
          فقلت: كيف كان يصنَع في الجنابة، أكان يغتسِلُ قبل أن ينام، أو ينام قبل أن يغتسِل؟ قالت: كلَُّ ذلك قد كان يفعَل، ربَّما اغتسل فنام، وربَّما توضَّأ فنام، قلت: الحمدُ لله الذي جعَل في الأمر سَعةً»]
.
          وليس لعبد الله بن أبي قيسٍ عن عائشَةَ في «الصحيح» غيرُ هذا، ولم يخرج / له البخاريُّ عنها شيئاً.


[1] سقط قوله: (وهو جنب) من (ظ).