الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أن أزواج النبي كن يخرجن بالليل قبل

          3198- الثَّامنُ والأربعونَ: عن الزُّهريِّ عن عُروَةَ عن عائشَةَ: «أنَّ أزواجَ / النَّبيِّ صلعم كُنَّ يَخرجْن باللَّيل قِبلَ المَنَاصِع _وهو صعيدٌ أفْيَحُ_ فكان عمرُ يقول للنَّبيِّ: احجُب نساءَك، فلم يكُن رسول الله يفعلُ، فخرجت سَودةُ بنتُ زَمْعةَ زوجُ النَّبي ليلةً من الليالي عشاءً، وكانت امرأةً طويلةً، فناداها عمرُ: ألَا قد عَرفناكِ يا سَودةُ، حرصاً على أن يُنْزَلَ الحجابُ، فأنزلَ الله الحجابَ». [خ¦146]
          وفي حديث صالحِ بنِ كيسانَ عن الزُّهريِّ نحوُه.
          وفيه: «وكان أزواجُ النَّبيِّ يَخرُجن ليلاً إلى ليلٍ قِبَلَ المَنَاصعِ، فخرجت سَودةُ، فرآها عمرُ وهو في المجلس، فقال: عرفتُك يا سَودةُ...» ثم ذكره. [خ¦6240]
          وأخرجاه من حديث هشامِ بن عروةَ عن أبيه عن عائشَةَ قالت: «خرجت سَودةُ بعد ما ضُرب الحجابُ لحاجتها، وكانت امرأةً جسيمةً تَفْرَعُ النِّساءَ(1) جِسماً، لا تَخفى على من يَعرفُها، فرآها عمرُ بن الخطَّاب، فقال: يا سَودةُ؛ أمَا والله ما تَخفَينَ علينا، فانظُري كيف تَخرُجين، قالت: فانكفأتْ راجعةً، ورسول الله في بيتي، وإنَّه لَيَتعشَّى وفي يدِه عَرْقٌ(2)، فدخلتْ، فقالت: يا رسول الله؛ إنِّي خرجتُ فقال لي عمرُ كذا وكذا، قالت: فأُوحيَ إليه، ثم رُفعَ / عنه وإنَّ العَرْقَ في يده ما وضعَه، فقال: إنَّه قد أُذِنَ لكُنَّ أن تَخرجْن لحاجَتِكُنَّ».
          وأخرجاه جميعاً في الاستئذانِ من حديث أبي أسامةَ وعلي بنِ مُسْهِرٍ عن هشام، واختصَره البخاريُّ في الطَّهارة من حديث أبي أسامةَ: أنَّ النَّبيَّ قال: «قد أُذِنَ أن تَخرُجن في حاجتِكُن». قال هشام: يعني البَرازَ. [خ¦147]


[1] تَفْرَع النِّساءَ: أي تعلُوهنَّ، والفارعُ من كل شيء المرتفعُ العالي، وجبلٌ فارِع: أي: عال، ويقال: فرَعَهم يفرَعُهم فَرْعاً، إذا علاهم طولاً أو قدراً، وبه سميت المرأة فارعة، وفي «المجمل»: الفَرْع العُلو.(ابن الصلاح نحوه).
[2] العَرْق: جمع عُراق، جاء نادراً، وهي العظام التي يُقشَر عنها معظم اللحم، وتبقى عليه بقية، يقال: عرَقتُ العظم، واعترقتُه وتعرَّقْتُه، إذا أخذتَ عنه اللحم بأسنانك.(ابن الصلاح نحوه).