الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: اعتمر النبي في رجب؟ قال: نعم

          3262- الثَّاني عشرَ بعد المئةِ: عن عطاء بن أبي رباحٍ _واسمُ أبي رباحٍ: أسلَمُ_ عن عُروَةَ بن الزُّبير قال: كنتُ أنا وابنُ عمرَ مستندَين إلى حُجْرة عائشةَ وإنَّا لنسمعُ صوتَها بالسواك تَستنُّ، قال: فقلت: يا أبا عبد الرحمن، «اعتَمَر النَّبيُّ في رجبٍ؟ قال: نعم، فقلت لعائشةَ: أيْ أُمَّتاهُ(1)، ألا تسمعينَ ما يقول أبو عبد الرحمن؟ قالت: وما يقول؟ قلت: يقول: اعتَمَر النَّبيُّ في رجب، فقالت: يغفرُ الله لأبي عبد الرحمن، لَعمْري! ما اعتمرَ في رجب، وما اعتمرَ من عُمرةٍ إلَّا وإنَّه(2) لَمعه، قال: وابنُ عمرَ يسمَعُ، ما قال لا ولا نَعَم، سكَت».
          وهو في رواية أبي عاصمٍ عن ابن جُريجٍ مختصرٌ عن عطاءٍ عن عُروَةَ قال: «سألتُ عائشةَ، قالت: ما اعتمرَ رسول الله في رجب». [خ¦1777]
          وأخرجاه بطوله من حديث أبي الحجَّاجِ مُجاهدِ بنِ جَبرٍ قال: دخلتُ أنا وعروةُ المسجدَ فإذا ابنُ عمرَ جالسٌ إلى جنب حُجْرةِ عائشةَ، وإذا أناسٌ يصلُّون في المسجد صلاةَ الضحى، قال: فسألناه عن صلاتهم، فقال: بدعةٌ، ثم قال له: «كم اعتمرَ رسول الله؟ قال: أربعٌ، إحداهُنَّ في رجبٍ، فكرهنا أن نرُدَّ عليه. /
          قال: وسمعنا استنانَ عائشةَ أمِّ المؤمنينَ في الحُجْرة، فقال عروةُ: يا أمَّ المؤمنينَ؛ ألا تسمَعينَ ما يقول أبو عبد الرحمن؟ قالت: وما يقول؟ قال: يقول: إنَّ رسول الله اعتمرَ أربعَ عُمْراتٍ، إحداهُنَّ في رجبٍ، قالت: يرحمُ الله أبا عبد الرحمن، ما اعتمرَ عُمرةً إلَّا وهو شاهدُه، وما اعتمر في رجب قطُّ». [خ¦1775]


[1] في (ت): (فقلت لأمتاه؛ أي: أمتاه)، وما أثبتناه موافق لما في مسلم.
[2] في (ت): (وإني)، وفي هامشها: (نسخة: وإنه)، وهو الصواب.