الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: يا أم المؤمنين عم نهى النبي أن

          3294- الرَّابعُ والأربعونَ بعد المئةِ: عن إبراهيمَ قال: قلت للأسودِ: هل سألتَ عائشةَ عمَّا يُكرَه أن يُنتبذَ فيه؟ فقال: نعم، قلت: «يا أمَّ المؤمنينَ؛ عمَّ نهى النَّبيُّ أن يُنتبذ فيه؟ فقالت: نهانا في ذلك _أهلَ البيت_ أن نَنتبذَ في الدُّباء والمُزَفَّت»، قال: قلت له: أما ذكَرتِ الحَنتمَ والجَرَّ؟ قال: إنَّما أُحدِّثك بما سمعتُ، أُحدِّثك ما لم أسمع؟!. [خ¦5595]
          وأخرجه مسلمٌ من حديث ثُمامةَ بنِ حَزْنٍ القُشيريِّ قال: لقيتُ عائشةَ فسألتُها عن النَّبيذ، فحدَّثتني «أنَّ وفدَ عبدِ القيسِ قدِموا على النَّبيِّ فسألوه عن النَّبيذ، فنهاهم أن يَنتبِذوا في الدُّبَّاء والنَّقير والمُزفَّت والحَنتَم». ودعت عائشةُ جاريةً حبشيَّةً فقالت: «سَلْ هذه، فإنَّها كانت تَنْبِذُ لرسول الله، فقالت الحبشيةُ: كنتُ أنبِذ لرسول الله في سِقاءٍ من اللَّيل، فأُوكيه وأُعلِّقُه، فإذا أصبَح شرِب منه». فرَّقه مسلمٌ في موضِعَين من كتاب الأشربةِ بإسنادٍ واحدٍ.
          وليس لثُمامةَ بن حَزْن عن عائشَةَ في «الصحيح» غيرُ هذا.
          ولمسلم أيضاً من حديث معاذةَ العَدويةِ عن عائشَةَ قالت: «نهى رسول الله عن الدبَّاء والحَنتم والنَّقير والمُزفَّت». وفي حديث عبدِ الوهاب الثَّقفيِّ مثلُه، إلا أنَّه جعَل مكانَ المُزفَّتِ: المُقيَّر. /
          ومن حديث الحسنِ بن أبي الحسنِ البصريِّ عن أمِّه خَيْرةَ عن عائشَةَ قالت: «كنَّا ننبذ لرسول الله في سِقاءٍ يُوكى أعلاه، وله عَزْلاةٌ(1)، ننبِذُه غُدْوةً فيشرَبُه عشيَّاً، وننبِذه عشيَّاً فيشربه غُدْوَةً».


[1] استشكل في (ابن الصلاح): (عزلاة)، وقال في الهامش: (الجيّد: عزلاء بالمد)، وهي في مسلم بالمد.