الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو

          3261- الحادي عشرَ بعد المئةِ: عن هشام بن عروةَ عن أبيه عن عائشَةَ إنَّها قالت: «لما قدِم رسول الله المدينةَ وُعِك أبو بكرٍ وبلالٌ، قالت: فدخلتُ عليهما فقلت: يا أبتِ، كيف تَجِدُك؟ ويا بلالُ، كيف تَجِدُك؟ قالت: وكان أبو بكرٍ إذا أخذتْه الحُمى يقول:
كلُّ امرئٍ مُصبَّحٌ في أهله                     والموتُ أدنى من شِراك نعلِه
          وكان بلالٌ إذا أقلع عنه يرفع عَقيرتَه يقول:
ألا ليتَ شِعري هل أبيتَنَّ ليلةً                     بوادٍ وحولي إذْخرٌ وجليلُ
وهل أرِدنْ يوماً مياه مَجَنَّةٍ                      وهل تبدونَ لي شامةٌ وطفيلُ
          قالت عائشةُ: فجئتُ رسول الله فأخبرتُه، فقال: اللَّهمَّ حبِّبْ إلينا المدينةَ كحُبِّنا مكَّةَ أو أشدَّ، وصحِّحْها(1)، وباركْ لنا في مُدِّها وصاعها، وانقُل حُمَّاها فاجعلها بالجُحفة». [خ¦3926]
          وفي حديث أبي أسامةَ حَمَّادِ بن أسامةَ عن هشامٍ نحوُه، وزاد بعد بيتَي بلالٍ من قوله: اللَّهمَّ العنْ شيبةَ بن ربيعةَ، وعتبةَ بن ربيعةَ، وأميةَ بن خلفٍ، كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباءِ. ثم قال: قال رسول الله: «اللَّهمَّ حبِّبْ إلينا المدينةَ... _وذكر باقيَ الدُّعاء_ قالت: وقدِمنا المدينةَ وهي أوبَأُ / أرض الله، قالت: وكان بُطحانُ(2) يجري نَجْلاً(3)، تعني ماءً آجِناً». [خ¦1889]


[1] زاد في (ظ) و(ابن الصلاح): (اللهم وصححها)، وما أثبتناه موافق لما في البخاري.
[2] بُطْحَانُ: وادٍ بالمدينة.(ابن الصلاح نحوه).
[3] يجري نَجْلاً: أي؛ ماءً آجِناً، والآجن المتغيِّر، وأصل النَّجْلِ النزُّ ونبوع الماء من الأرض، ويقال: استنجل الوادي، إذا ظهرت نُزُوزه.(ابن الصلاح نحوه).