الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: ألم تري إلى فلانة بنت الحكم طلقها

          3158- الثَّامنُ: عن عبد الرحمن بنِ القاسمِ عن أبيه قال: قال عروة بنُ الزُّبيرِ لعائشةَ: ألم ترَي إلى فلانةَ بنتِ الحَكمِ طلَّقها زوجُها ألبتةَ فخرَجتْ، فقالت: بئسَ ما صنعتْ! فقال: ألم تَسمَعي إلى قولِ فاطمةَ؟ فقالت: أما إنَّه لا خيرَ لها في ذكرِ ذاك. [خ¦5325]
          ولمسلم في حديثِ شعبةَ عن عبد الرحمن عن أبيه عن عائشَةَ، إنَّها قالت: ما لفاطمةَ خيرٌ أن تذكرَ هذا، تعني قولَها: لا سُكنى ولا نفقَةَ.
          وللبخاريِّ في حديث محمَّدِ بنِ بشار أنَّ عائشةَ قالت: ما لفاطمةَ، ألا تتَّقيَنَّ(1) الله في قولِها: لا سُكنى ولا نفقَةَ. / [خ¦5323]
          وللبخاريِّ أيضاً من حديث ابنِ شهابٍ عن عُروَةَ أنَّ عائشَةَ أنكَرَت ذلك على فاطمَةَ. [خ¦5327]
          ومن حديث مالكٍ عن يحيى بنِ سعيد عن القاسم وسليمانَ بنِ يَسارٍ: أنَّه سمعهما يَذكرانِ أنَّ يحيى بنَ سعيدِ بن العاص طلَّق بنتَ عبد الرحمن بنِ الحكم، فانتقلَها عبد الرحمن، فأرسلت عائشةُ أمُّ المؤمنينَ إلى مروانَ وهو أميرُ المدينة: اتَّقِ الله وارْدُدها إلى بيتها، قال مروانُ في حديث سليمانَ: إنَّ عبد الرحمن غلَبَني، وقال في حديث القاسمِ: أوَ مَا بلغكِ شأنُ فاطمةَ بنتِ قيسٍ؟ قالت: لا يضرُّكَ أن تذكرَ(2) حديثَ فاطمةَ، فقال مروانُ: إن كان بكِ شرٌّ فحسبُكِ ما بين هذينِ من الشَّرِّ. [خ¦5321]
          قال البخاريُّ: وزاد ابنُ أبي الزِّنادِ عن هشامٍ عن أبيه قال: عابَت عائشةُ ذلك أشدَّ العيبِ، وقالت:
          «إنَّ فاطمةَ كانت في مكانٍ وَحْشٍ، فخِيف على ناحيَتِها، فلذلك أرخَصَ لها النَّبيُّ». [خ¦5326]
          وفي حديث أبي أسامةَ عن هشامٍ عن أبيه قال: تزوَّج يحيى بنُ سعيدِ بن العاص بنتَ عبد الرحمن بنِ الحكم فطلَّقها، فأخرَجَها من عنده، فعاب ذلك عليهم عروةُ، فقالوا: إنَّ فاطمةَ قد خرَجت، قال عروةُ: فأتيتُ عائشةَ فأخبرتُها بذلك، فقالت: ما لفاطمةَ خيرٌ في أن تذكُر هذا الحديثَ


[1] استشكل (ابن الصلاح) التوكيد في: (تتقينَّ)، وهي في صحيح البخاري: (ألا تتقي).
[2] استشكلها في (ابن الصلاح)، وهي في نسختنا من صحيح البخاري: (ألَّا تذكر).