الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أن رسول الله كان إذا أوى إلى

          3204- الرَّابعُ والخمسونَ: عن ابنِ شهاب عن عُروَةَ عن عائشَةَ: «أنَّ رسول الله كان إذا أوَى إلى فراشه(1) كلَّ ليلةٍ جمع كَفَّيه ثم نفَث(2) فيهما فقرأ فيهما: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص:1]، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}[الفلق:1]، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}[الناس:1]، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأُ بهما على رأسه ووجهِه وما أَقبلَ من جسده، يفعَل ذلك ثلاثَ مرَّاتٍ». [خ¦5017]
          وفي حديث يونسَ بنِ يزيدَ عن ابن شهابٍ نحوُه بمعناه.
          وفيه: «ويمسحُ / بهما وجهَه وما بلغتْ(3) يداهُ من جسده، قالت عائشة: فلما اشتكى كان يأمُرُني أن أفعلَ ذلك به». [خ¦4439]
          قال يونس: كنتُ أرى ابنَ شهاب يصنع ذلك إذا أتى إلى فراشِه. [خ¦5748]
          وفي حديث مَعْمرٍ عن الزُّهري: «أنَّ النَّبيَّ كان ينفُث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمُعوِّذات، فلما ثَقُل كنت أنفـُِثُ عليه بهِنَّ وأمسح بيدِ نفسِه لبركتها»، قال: فسألت الزُّهري كيف ينْفِـُث؟ قال: «كان ينْفِث على يديه ثم يمسحُ بهما وجهَه». [خ¦5735]
          وفي حديث مالكٍ: «كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمُعوِّذات وينْفِـُث، فلما اشتدَّ وجعُه كنتُ أقرأ عليه وأمسَحُ عنه بيدِه رجاءَ بركتِها». [خ¦5016]


[1] أويتُ إلى مَنزِلي: أوَى إليه أوْياً، وآويتُ غيري أُؤْوِيه إيواءً، قال تعالى: {آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ} [يوسف:69] أي: ضمَّه، والمأوى مكانُ كلِّ شيء الذي يَأوِى إليه وينضم إليه، وتقول: أوَيْتُ له آوِى له إذا رتَّبتَ له، ورقَّتْ نفسُك عليه أيَّةً ومَأْوِيَّة، وقال الأزهريُّ: أوَى وآوَى بمعنى واحد، وفي الحديث: «لا يأوي الضَّالَّةَ إلا ضالٌّ»، ولم يقل يؤوِي ولا رواه أحدٌ عَلِمْناه.
[2] النَّفْثُ: شَبِيهٌ بالنَّفْخ بلا رِيق، فأمَّا التَّفْلُ فلا يكونُ إلا ومعه شيءٌ من رِيق، يقال: تَفَل من فيه إذا تَكَرَّهَ شيئاً فرَمَاه، وأنشد (متى يَحْسُ منها مائحُ القومِ يَتْفُلِ) يَصِف بئراً نزل فيها المَائِحُ، فذاق ماءها فكرِهَه فرماه من فيه.(ابن الصلاح نحوه).
[3] سقط قوله: (بلغت) من (ظ)، وما أثبتناه موافق لما في البخاري.