الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أصيب سعد يوم الخندق رماه رجل من

          3253- الثَّالثُ بعد المئةِ: عن هشام بنِ عروةَ عن أبيه عن عائشَةَ قالت: «أُصيبَ سعدٌ يومَ الخندق، رماه رجلٌ من قريشٍ؛ ابنُ العَرِقَة، رماه في الأَكْحَل(1)، فضرَب عليه رسول الله خيمةً في المسجد يعودُه من قريبٍ، فلما رجَع رسول الله من الخندق وضع السِّلاحَ فاغتسل، فأتى جبريلُ ◙ وهو يَنفُض رأسَه من الغُبار فقال: وضعتَ السِّلاح! والله ما وضعناه، اخرُج إليهم، فقال رسول الله: فأين؟ فأشار إلى بني قريظةَ، فقاتلهم رسول الله، فنزلوا على حكم رسولِ الله، فردَّ رسول الله الحكمَ فيهم إلى سعد، قال: فإنِّي أحكمُ فيهم أن تُقتَل المُقاتِلةُ وأن تُسبَى الذُّريةُ والنِّساءُ وتُقسَم». [خ¦463]
          وهذا لفظُ حديثِ أبي بكر بنِ أبي شيبةَ ومحمدِ بن العلاءِ عن عبد الله بن نُمَير وحديثُهما أتمُّ.
          قال أبو كُريبٍ عن ابن نُمِير: حدثنا هشامٌ: قال قال أبي: فأُخبرتُ أنَّ رسول الله قال: «لقد حكمتَ فيهم بحُكم الله».
          وفي رواية زكريا بن يحيى عن ابن نُمِير بالإسناد: «أنَّ سعداً قال: اللَّهمَّ إنَّك تعلم أنَّه ليس أحدٌ أحبَّ إليَّ أن أُجاهدَهم فيكَ من قومٍ كذَّبُوا رسولَك وأخرجوه، / اللهمَّ فإنِّي أظنُّ أنَّك قد وضعتَ الحربَ بيننا وبينهم». لم يزد. قال: وقال أبانُ بن يزيدَ: وذكر نحوَه مختصَرٌ. [خ¦4122]
          وفي حديث أبي كُريبٍ وحدَه عن ابن نُمِير بالإسناد: «أنَّ سعداً قال _وتَحجَّر كَلْمُه(2) للبُرء فقال_ : اللَّهمَّ إنَّك تعلمُ أن ليس أحدٌ أحبَّ إليَّ أن أُجاهدَ فيك من قوم كَذَّبوا رسولَك وأخرجُوه، اللَّهمَّ فإن كان بقي من حربِ قريشٍ شيءٌ فأبقِني أُجاهدْ فيك، اللَّهمَّ فإنِّي أظنُّ أنَّك قد وضعتَ الحربَ بيننا وبينهم، فإن كُنتَ وضعتَ الحربَ بيننا وبينهم فافجُرها واجعلْ موتي فيها. فانفجرتْ(3) من [لِيْتِه] (4)، فلم يَرُعهُم _وفي المسجد معه خيمةٌ من بني غِفار_ إلا والدَّمُ يسيلُ إليهم، فقالوا: يا أهلَ الخيمة! ما هذا الذي يأتِينا من قِبلِكم؟ فإذا سعدٌ جرحُه يَغِذُّ دماً، فمات منها».
          وفي حديث عَبدةَ بن سليمانَ عن هشام بهذا الإسناد نحوُه، غير أنَّه قال: «فانفجرَ من ليلتِه، فما زال يسيلُ حتى مات». / [خ¦2813]


[1] الأكحل: عرق في اليد.قاله الأصمعي.(هامش ابن الصلاح).
[2] تَحَجَّر الشيءُ: اشتدَّ وصار كالحجر.والكَلْم: الجرح.(ابن الصلاح).
[3] انْفَجَرت: أي: انتفضت، وسال ما فيها.(ابن الصلاح).
[4] كذا وقع في الأصول: (ليته)، واللِّيتُ: صَفْحَة العُنُق، وهما لِيتَانِ من جانبَي العُنُق، قال الزجاج: اللِّيتَان مَجرَى القُرْط في العنق.(ابن الصلاح نحوه).وفي هامش (ابن الصلاح): (لَبّتِه)، وكذلك ضبطها ابن حجر؛ بفتح اللام وتشديد الباء، وقال: وفي رواية الكشميهني: (من ليلته) [وهي نسخة في هامش (ت)]، وهو تصحيف.«فتح الباري» 7415.