الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أن النبي دخل عام الفتح من كداء

          3244- الرَّابعُ والتِّسعون: عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشَةَ: «أنَّ النَّبيَّ دخَل عامَ الفتحِ من كَداءٍ(1) التي بأعلى مكَّةَ». [خ¦1578]
          وفي حديث أبي موسى محمَّدِ بن المثنى ومحمدِ بن أبي عمرَ عن ابن عيينةَ: / «أنَّ النَّبيَّ صلعم لما جاء إلى مكةَ دخلَها من أعلاها وخرج من أسفلِها». [خ¦1577]
          زاد في رواية أبي كُريبٍ عن أبي أسامةَ قال هشام: فكان أبي يدخُل منهما كِلَيهما، وكان أكثرَ ما يدخل من كَدَاءٍ.
          ومنهم من أرسله فقال: عن هشام عن أبيه: «دخل النَّبيُّ عامَ الفتحِ من أعلى مكَّةَ من كَدَاءٍ». [خ¦4291]


[1] كَدَاء: الممدود بفتح الكاف، هو بأعلى مكة، إذا صعِد فيه الآتي من طريق العمرة، وما هنالك انحدر منه، وكِدىً بالكسر وتنوين الدال هو بأسفل مكة، يدخل فيه الداخل بعد أن ينفصل من ذي طُوى، وهو بقرب شِعب الشافعيين وابن الزبير عند قُعيقِعان، وهناك موضع آخر يقال له: كُدَيٌّ مصغر، وإنما هو لمن خرج من مكة إلى اليمن فهو في طريقه، وليس في هذين المُقدَّمين في شيء، وهكذا كان شيخنا أبو العباس أحمد ابن عمر بن أنس العُذْري يخبر بالأندلس عن هذه المواضع، عن كل من لقي بمكة من أهل المعرفة بمواضعها، وبالأحاديث الواردة في ذلك، وكان سائر مشايخنا هنالك يستفيدون ذلك منه، ويأخذونه عنه.