الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لقد لقيت من قومك وكان أشد ما

          3191- الحادي والأربعون: عن الزُّهريِّ عن عُروَةَ عن عائشَةَ إنَّها حدَّثتْه: «أنها قالت للنَّبيِّ: هل أتى عليك يومٌ كان أشدَّ من يوم أحُد؟ قال: لقد لقيتُ من قومكِ! وكان(1) أشدُّ ما لقيتُه منهم يومَ العقبة، إذ عرضتُ نفسي على ابن عبدِ يالِيلَ بنِ عبدِ كُلالٍ فلم يُجبني إلى ما أردتُ، فانطلقت _وأنا مهمومٌ_ على وجهي، فلم أستفق إلَّا وأنا بقَرن الثَّعالبِ، فرفعتُ رأسي فإذا أنا بسَحابةٍ قد أظَلَّتني، فنظرت فإذا فيها جبريلُ! فناداني فقال: إنَّ الله قد سمع قولَ قومِك لك وما ردُّوا عليك، وقد بعَث إليك ملَكَ الجبال لتأمرَه بما شئتَ فيهم، فناداني ملَكُ الجبال فسلَّم عليَّ ثم قال: يا محمَّدُ؛ إنَّ الله قد سمع قولَ قومِك لك، وأنا ملَكُ الجبال، وقد بعثني ربُّك إليك لتأمُرَني بأمرك، فما شئتَ(2)، إن شئتَ أَطبقتُ(3) عليهم الأَخشَبَين(4). فقال النَّبيُّ: بل أرجو أن يُخرِج الله من أصلابهم من يعبد الله وحدَه لا يُشرك به شيئاً». [خ¦3231]


[1] سقط قوله:(وكان) من (ت)، وما أثبتناه موافق لما في «الصحيحين».
[2] في (ظ): (لتأمرني بما شئت).
[3] أطبقتُ: أي؛ جمعتُ بين أعالِيها عليهم، حتى يكونَ ذلك مِلءَ ما بينهما عليهم، وفي الدعاء «اللهم اسقنا غيثاً طبقاً» أي: مالئاً للأرض، وهذا غيث طَبَّق الأرضَ أي ملأها.(ابن الصلاح نحوه).
[4] الأخْشَب من الجبال: الخَشِن الغليظ، والخشب الغليظ الخشن من كل شيء، وأخشَبَاها جبلان من جهتيها.(ابن الصلاح نحوه).