الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إن هذه ليست بالحيضة ولكن هذا عرق

          3206- السَّادسُ والخمسون: عن الزُّهريِّ عن عُروَةَ وعَمْرةَ عن عائشَةَ: «أنَّ أمَّ حَبيبةَ بنتَ جَحشٍ _خَتنَةَ رسول الله وتحت عبد الرحمن بن عوفٍ_ استُحِيضت سبعَ سِنينَ، فاستفتتْ رسول الله في ذلك، فقال رسول الله: إنَّ هذه ليست بالحيضة، ولكنَّ هذا عِرْقٌ، فاغْتسلي وصَلِّي. قالت عائشةُ: فكانت تغتسل في مِرْكَنٍ في حُجْرة أُختها زينبَ بنتِ جحش حتى تعلوَ(1) حُمرةُ الدمِ الماءَ».
          قال ابن شهاب: فحدَّثتُ بذلك أبا بكرِ بنَ عبد الرحمن بنِ الحارث بن هشام فقال: يرحمُ الله هنداً! لو سمعت بهذه الفُتيا، والله إنْ كانت لَتبكي؛ لأنَّها كانت لا تصلي. لفظُ حديث مسلم.
          وهو عند البخاري مختصرٌ: «أنَّ أمَّ حَبيبةَ استُحِيضتْ سبعَ سِنينَ، فسألت / رسول الله صلعم فأمرها أن تغتسلَ، وقال: هذا عِرْقٌ. فكانت تغتسل لكل صلاة». [خ¦327]
          ولمسلم في حديث إبراهيمَ بنِ سعد عن ابن شهاب عن عَمرَةَ عن عائشَةَ نحوُه، إلى قوله: حتى تعلوَ حمُرةُ الدمِ الماءَ، ولم يذكر ما بعده.
          وفي حديث اللَّيثِ عن الزُّهريِّ عن عُروَةَ عن عائشَةَ إنَّها قالت: «استفتتْ أمُّ حبيبةَ بنتُ جحشٍ رسولَ الله فقالت: إنِّي أُستَحاضُ، فقال: إنَّما ذلكِ عِرْقٌ فاغتسِلي ثم صَلِّي. فكانت تغتسل عند كل صلاةٍ».
          قال الليث: ولم يذكر ابنُ شهاب: «أنَّ رسول الله أمر أمَّ حبيبةَ بنتَ جحشٍ أن تغتسل عند كل صلاة»، ولكنه شيءٌ فعلتْه هيَ.
          ذكر أبو مسعود حديث اللَّيثِ عن الزُّهريِّ في أفراد مسلم، وقد رواه البخاري بمعناه من حديث الزُّهري عن عُروَةَ وعَمرةَ.
          ولمسلم أيضاً من حديث عِراكِ بن مالكٍ عن عُروَةَ عن عائشَةَ: «أنَّ أمَّ حبيبةَ بنتَ جحشٍ الَّتي كانت تحت عبد الرحمن بن عوفٍ شكت إلى رسول الله الدمَ، فقال لها: امكُثي قَدْر ما كانت تحبِسُك حيضتُك ثم اغتسلي. فكانت تغتَسِل عند كلِّ صلاة».
          وفي حديث يزيدَ بنِ أبي حبيب: «ثم اغتسِلي وصَلِّي.
          وفيه: وقالت عائشة: رأيت مِرْكَنها مُلِئَ دماً». /
          ولهما من حديث هشام بنِ عروةَ عن أبيه عن عائشَةَ إنَّها قالت: «قالتْ فاطمةُ بنتُ أبي حُبيشٍ _وأبو حُبيشٍ هو ابنُ عبد المطَّلب بن أسَدٍ_ لرسول الله: إنِّي امرأةٌ أُستحاضُ فلا أطهرُ، أفأدع الصَّلاةَ؟ فقال رسول الله: إنَّما ذلكِ عِرْقٌ وليس(2) بالحيضة، فإذا أقبلتِ الحيضةُ فاترُكي الصَّلاةَ، فإذا ذهب قدْرُها فاغسِلي عنكِ الدمَ وصَلِّي».
          وفي حديث سفيانَ: «فإذا أقبلَتِ الحيضةُ فدَعِي الصلاةَ، وإذا أدْبرَتْ فاغتسِلي وصَلِّي».
          وفي حديث أبي أسامةَ: «ولكن دعي الصلاة قَدْر الأيَّامِ التي كنتِ تحِيضِينَ فيها، ثم اغتسلي وصَلِّي». [خ¦320]


[1] استشكل في (ابن الصلاح) زيادة الألف الفارقة في واو (تعلوا).
[2] في (ابن الصلاح): (سع: وليست).