الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لا تأكلوا إلا ثلاثة أيام

          3323- الثَّالثُ والسَّبعونَ بعد المئةِ: من ذلك
          أخرجه البخاريُّ من حديث يحيى بن سعيدٍ الأنصاريِّ عن عَمرَةَ بنتِ عبد الرحمن عن عائشَةَ قالت: «الضَّحيَّةُ كنَّا نُمَلِّح منه، فنقدم به النَّبيَّ المدينة، فقال: لا تأكلُوا إلا ثلاثةَ أيامٍ. وليست بعزيمة، ولكن أراد أن يُطعِم منه، والله أعلم». / [خ¦5570]
          وأخرجه مسلمٌ من حديث عبد الله بن أبي بكرِ بن محمد بن عمرِو بن حزمٍ عن عبد الله بن واقدٍ قال: «نهى رسول الله عن أكل لحومِ الضَّحايا بعد ثلاثٍ».
          قال عبد الله بن أبي بكرٍ: فذكرتُ ذلك لعَمرةَ فقالت: صدَق، سمعتُ عائشةَ تقول: «دَفَّ(1) أهلُ أبياتٍ من أهل الباديةِ حُضْرةَ الأضحى زمنَ رسول الله، فقال رسول الله: ادَّخروا ثلاثاً ثم تصدَّقوا بما بقي.
          فلما كان بعد ذلك قالوا: يا رسولَ الله؛ إنَّ الناسَ يتَّخذون الأسقيةَ من ضحاياهم ويَجمُلون(2) فيها الوَدكَ، فقال رسول الله: وما ذاكَ؟ قالوا: نَهيتَ أن تؤكل لحومُ الضَّحايا بعد ثلاثٍ، فقال: إنَّما نهيتُكم من أجل الدافَّةِ التي دَفَّت، فكلوا وادَّخروا وتصدَّقوا».


[1] دَفَّ يَدِفُّ دَفِيفاً: إذا سار سيراً في لين، والدَّافُّة: الجماعة يَسِيرون كذلك سيراً رقيقاً ليس بالشديد، وكأنه سَيرٌ في ضَعف.(ابن الصلاح نحوه).
[2] جَمَلتُ الشَّحم: أي؛ أذَبتُه، والجميل والصِّرار ما أُذيب من الشحم، والحمُّ ما أُذيب من الألْية خاصة الواحدة في التقدير حمَّة.(ابن الصلاح نحوه).