الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إن الله كتب على ابن آدم حظه

          2169- الحديث الأوَّل: عن عبد الله بن عبَّاسٍ قال: ما رأيتُ شيئاً أشبهَ باللَّمَم(1) ممَّا قال أبو هريرةَ: إنَّ النَّبيَّ صلعم قال: «إنَّ اللهَ كتبَ على ابنِ آدمَ حظَّه من الزِّنا، أدركَ ذلكَ لا محالةَ؛ فزِنا العينينِ النَّظرُ، وزنا اللِّسانِ النُّطقُ، والنَّفسُ تَمنَّى وتَشتهي، والفرْجُ يصدِّقُ ذلكَ أو يكذِّبُه». [خ¦6243]
          وأخرجه البخاريُّ تعليقاً من حديثِ طاوُسَ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم. / [خ¦6612]
          وأخرجه مسلمٌ من حديثِ وُهيبِ بن خالدٍ عن سُهيلِ بن أبي صالحٍ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «كُتبَ على ابنِ آدمَ نصيبُه من الزِّنا، مدرِكٌ ذلكَ لا مَحالةَ؛ العينانِ زناهُما النَّظرُ، والأذُنان زناهُما الاستماعُ، واللِّسانُ زِناه الكلامُ، واليد زناهَا البطْشُ، والرِّجْل زناهَا الخُطا(2)، والقلبُ يهوى ويتمنَّى، ويصدِّق ذلك الفرْجُ ويكذِّبُه».


[1] اللَّمَم: مقاربةُ المعصية من غير مواقعةٍ، كذا في المجمَل، وقيل: هو الرجل يُلمُّ بالذنب ثم لا يعاوده، وقال ابن عرفةَ: هو ما يفعله الإنسانُ في الحين من غير عادةٍ، قال: فالمذنبون أربعةٌ: فأعظم الذنوب أن يأتي الإنسان الشيءَ وهو يعلم أنه محرَّمٌ عليه ثم يجحدَ ذلك، أو أن يأتيَه على عِلمٍ أنه محرَّم عليه غير جاحدٍ لذلك، فإن أصرَّ وكان ذلك في المشيئة فهذا هو المصرُّ، والملمُّ أن يأتيَ الشيءَ ليس بعادةٍ له فهذا يُغفَر له ما اجتنب الكبائر، والرابع: أن يعصيَ ثم يتوبَ فهذا مضمونٌ له القَبول، ومن كلام العرب: (ما أتيتُ فلاناً إلا لِماماً): أي الفَينةَ بعد الفَينة، يعنون الوقتَ بعد الوقت، وفلانٌ يأتينا اللَّمَةَ بعد اللَّمَةِ، واللِّمام والإلمام: الزيارة التي لا تمتدُّ، وفي قول الشاعر: وأيُّ عبدٍ لك لا ألمَّا؛ يريد: لم يلمَّ بمعصيةٍ.
[2] في (ق): (واليدان زناهما..والرجلان زناهما)، وما أثبتناه من باقي الأصول موافق لنسختنا من رواية مسلم.