الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه ولقائه ورسله

          2390- الثَّاني والعشرون بعد المئتين: عن أبي زُرعةَ بن عمرو بن جريرٍ عن أبي هريرةَ قال: «كان رسول الله صلعم يوماً بارزاً للناس، فأتاه رجلٌ فقال: يا رسول الله؛ ما الإيمان؟ قال: أن تؤمنَ بالله وملائكتِه وكتابِه ولقائِه ورسلِه وتؤمنَ بالبعثِ الآخر. قال: يا رسول الله؛ ما الإسلام؟ قال: الإسلامُ أن تعبدَ الله لا تشركُ به شيئاً، وتقيمَ الصَّلاةَ المكتوبةَ، وتؤدِّي الزَّكاةَ المفروضةَ، وتصومَ رمضانَ. قال: يا رسول الله؛ ما الإحسان؟ قال: أن تعبدَ الله كأنَّك تراه، فإنَّك إلَّا تراه فإنَّه يراكَ. قال: يا رسول الله؛ متى السَّاعةُ؟ قال: ما المسؤولُ عنها بأعلمَ / من السَّائل، ولكن سأحدِّثك عن أشراطِها(1)، إذا ولدتِ الأمَةُ ربَّها فذاك من أشراطِها، وإذا كانتِ العراةُ الحفاةُ رؤوسَ النَّاس فذاك من أشراطِها، وإذا تطاولَ رِعاءُ البَهمِ(2) في البنيان فذاك من أشراطِها، في خمسٍ لا يعلمُهنَّ إلَّا الله. ثمَّ تلا رسول الله صلعم: {إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ} إلى قوله: {إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان:34] قال: ثمَّ أدبر الرَّجل، فقال رسول الله صلعم: ردُّوا عليَّ الرَّجلَ. فأخذوا ليردُّوه فلم يرَوا شيئاً، فقال رسول الله صلعم: هذا جبريلُ جاء ليعلِّمَ النَّاسَ دينَهم». [خ¦50]
          لفظ حديث زهير بن حربٍ وأبي بكر بن أبي شيبةَ، وهو أتمُّ.
          وفي حديث ابن نُميرٍ مثلُه، غير أنَّه قال: «إذ ولدتِ الأمَةُ بعلَها». يعني السَّراري.
          وفي حديث زهيرٍ وحدَه نحوُه، وفي أوَّله: «إنَّ رسول الله صلعم قال: سَلوني. فهابوه أن يسألوه، فجاء رجلٌ فجلسَ عند ركبتِه، فقال: يا رسول الله؛ ما الإسلامُ؟». ثمَّ ذكر نحوَ ما في الَّذي قبلَه من السُّؤال، وزاد أنَّه قال له في آخر كلِّ سؤالٍ منها: صدقتَ، وقال في الإحسان: «أن تخشى اللهَ كأنَّك تراه». ثمَّ اقتصَّ الحديثَ إلى آخره، قال: ثمَّ قام الرَّجلُ، فقال رسول الله صلعم: «ردُّوه عليَّ». فالتُمسَ فلم يجِدوه، فقال رسول الله صلعم: «هذا جبريلُ أراد أن تعلَّموا إذ لم / تسألوا». قال البخاريُّ: جعل ذلك كلَّه من الإيمانِ(3).


[1] أشراطُ الساعة: علاماتها.
[2] البَهْم: صغار الغنم.
[3] قال الحافظ المقدسي رحمه اللهُ في رواية زهير وابن أبي شيبة وابن نمير: هؤلاء مشايخ مسلم الذين أخرج هذا الحديث عنهم.اهـ.قلنا: هي في مسلم برقم: ░10▒.