الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أن رسول الله رأى رجلاً يسوق بدنةً

          2333- الخامس والسِّتُّون بعد المئة: عن مالكٍ عن أبي الزناد عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ: «أنَّ رسولَ الله صلعم رأى رجلاً يسوق بدَنةً فقال: اركَبْها. فقال: إنَّها بدَنةٌ! قال: اركَبْها! فقال: إنَّها بدَنةٌ! فقال: اركَبْها، ويلَكَ!(1). في الثَّانيةِ أو في الثَّالثةِ». [خ¦1689]
          وأخرجه البخاريُّ من حديث عكرمةَ مولى ابن عبَّاسٍ عن أبي هريرةَ: «أنَّ / نبيَّ الله صلعم رأى رجلاً يسوقُ بدنةً قال: اركَبها! قال: إنَّها بدَنةٌ! قال: اركَبها! قال: فلقد رأيتُه راكبَها يسايرُ النَّبيَّ صلعم والنَّعلُ في عُنُقِها». [خ¦1706]
          وأخرجه مسلمٌ من حديث المغيرةِ بن عبد الرَّحمن عن أبي الزناد بهذا الإسناد، قال فيه: «بينا رجلٌ يسوقُ بدَنةً مُقلَّدةً...» وذكره.
          ومن حديث همَّام بن منبِّهٍ عن أبي هريرةَ عن رسول الله صلعم بنحوِه، وقال أيضاً: «بدنةً مُقلَّدةً» وفيه: «أنَّه صلعم قال: ويلكَ، اركَبْها! فقال: بدنةٌ يا رسولَ الله! قال: ويلَك اركَبْها، ويلَك اركَبْها!».


[1] قال سيبويه: ويل: زجر لمن وقع في الهلكه، ووَيْس زجرٌ لمن أشرف على الهلكة، وقال الأصمعي: الويل قُبُوح والوَيح تَرحُّمٌ، وويس تصغير ذلك، أي: هي دونهما، ويقال: وَيْح كلمةُ توجُّع، يقال لمن وقع في هلكةٍ لا يستحقها ليترحم عليه ويرثى له، وقيل: تقال للذي يستحقها ولا يرثى له، وقال ابن عرفة: في قوله {فَوَيْلٌ لَّهُم} [البقرة:79] الويلُ الحزن بويل النبي صلعم عليه؛ أي: بالويل، وإنما يقال ذلك عند الحزن والهلكة، وأنشد:
~تَوَيَّلَ إنْ مَدَدْتُ يَدي وكانت يميني لا تُعَلّلُ بالقَليل