الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لن يدخل أحداً منكم عمله الجنة

          2295- السَّابع والعشرون بعد المئة: عن أبي عُبيد عن أبي هريرةَ قال: قال / رسول الله صلعم: «لن يُدخِلَ أحداً منكم عمَلُه الجنَّةَ. قالوا: ولا أنت يا رسولَ الله؟! قال: ولا أنا، إلَّا أن يتغمَّدنيَ(1) الله منه بفضلٍ ورحمةٍ». [خ¦5673]
          وأخرجه مسلمٌ من حديثِ بُسرِ بن سعيدٍ نحوَه. وزاد في رواية قتيبةَ بن سعيدٍ في آخره: «ولكن سدِّدوا»(2).
          وأخرجه أيضاً من حديث محمَّد بن سيرينَ عن أبي هريرةَ ومن حديث سهيلِ بن أبي صالحٍ عن أبيه عن أبي هريرةَ مسنداً، وليس في روايتهما: «ولكن سدِّدوا».
          وقال في رواية سهيلٍ: «إلَّا أن يتداركَنيَ الله منه برحمةٍ».
          ومن حديث الأعمشِ عن أبي صالحٍ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «قارِبوا وسدِّدوا(3)، واعلموا أنَّه لن ينجوَ أحدٌ منكم بعملِه. قالوا: ولا أنت؟ قال: ولا أنا، إلَّا أن يتغمَّدنيَ الله برحمةٍ منه وفضلٍ».
          قال ابن نُميرٍ: وحدَّثَنا الأعمشُ عن أبي سفيانَ عن جابرٍ عن النَّبيِّ صلعم بمثلِه. /


[1] التَّغمدُ: التغطيةُ، تغمدُه الله برحمته: أي: ستره بها وغمرَه.
[2] عن قتيبة بن سعيد عن ليث (ح) وعن يونس بن عبد الأعلى عن عبد الله بن وهب كلاهما عن بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد عن أبي هريرة به.
[3] قاربُوا وسدِّدوا: المقاربةُ القصدُ الذي لا غلو فيه ولا تقصير، وهو القريب من الطاعة، الذي لا مشقة فيه، ومنه قوله {لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا} [التوبة:42] غير شاقٍ، والسَّدَاد الاستقامة والإصابة.