الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا

          2303- الخامس والثَّلاثون بعد المئة: عن سعيدِ بن يسارٍ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «ما تصدَّق أحدٌ بصدقةٍ من طيِّبٍ _ولا يقبلُ الله إلَّا الطيِّبَ_ إلَّا أخذها الرَّحمنُ بيمينه وإن كانت تمرةً! فتربو في كفِّ الرَّحمن(1) حتَّى تكونَ أعظمَ من الجبل، كما يُربِّي أحدُكم فَلُوَّه أو فَصيلَه». لفظ حديث مسلمٍ عن قتيبةَ.
          وأخرجه البخاريُّ بالإسناد وتعليقاً من حديث عبد الله بن دينارٍ عن أبي صالحٍ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «من تصدَّقَ بعَـِدْل تمرةٍ من كسبٍ طيِّبٍ، ولا يصعدُ إلى الله _وفي الإسناد: ولا يقبلُ اللُه_ إلَّا الطيِّبَ، فإنَّ اللهَ يقبلُها بيمينِه ثمَّ يُربِّيها لصاحبه كما يُربِّي أحدُكم فَلُوَّه(2)، حتَّى تكونَ مثلَ الجبلِ». / [خ¦1410]
          قال البخاريُّ: تابعه سليمانُ عن ابن دينارٍ. قال: ورواه مسلمُ بن أبي مريمَ وزيدُ بن أسلمَ وسهيلُ بن أبي صالحٍ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم.
          قال البخاريُّ: ورواه ورقاءُ عن عبد الله بن دينارٍ عن سعيد بن يسارٍ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم [قال: «ولا يصعدُ إلى الله إلَّا الطيِّبُ»]. [خ¦1410]
          وأخرجه مسلمٌ من حديث زيدِ بن أسلمَ عن أبي صالحٍ، ومن حديث يعقوبَ بن عبد الرَّحمن وسليمانَ بن بلالٍ ورَوح بن القاسم عن سهيل بن أبي صالحٍ عن أبيه عن أبي هريرةَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «لا يتصدَّقُ أحدٌ بتمرةٍ من كَسبٍ طيِّبٍ إلَّا أخذَها الله بيمينه يُربِّيها كما يُربِّي أحدُكم فَلُوَّه أو قَلوصَه(3)، حتَّى تكونَ مثلَ الجبلِ أو أعظمَ».
          وفي حديث سليمانَ بن بلالٍ: «من الكسبِ الطَّيِّب(4) فيضعُها في حقِّها».
          وفي رواية رَوحٍ: «فيضعُها موضِعَها».


[1] فتربُو في كفِّ الرَّحمن: أي؛ تنمو وتزيد، وكل شيء زاد وارتفع فقد ربا يَربُو فهو راب، وأصل المحققين في كل ما كان من هذا الباب أن لا تشبيهَ ولا كيفيةَ لقوله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى:11] إلا أن زيادتها ونموها دليل على المضاعفة والقبول، وهو الذي نبه الخبر عليه.
[2] الفَلُوُّ: معروف، وهو من فَلَوْته إذا ربيتَه، يقال: فلاه يَفْلُوه، وأنشد: نَجِيبٌ فلاهُ في الرِّباط نَجيبُ؛ أي: رباه، ويقال: فَلَوته عن أمه كناية عن الفِطام وقطع الرضاع، وهو حينئذ محتاج إلى تربية غير الأم له ومراعاته.
[3] القَلوصُ: الصغير من الإبل، ويقال: قد أَقْلَص البعيرُ: إذا ظهر سنامُه شيئاً يَقْلِص، ويقال: إنَّ القَلُوص الباقية على السير من الإبل وكأن الأول أولى؛ لأن في الحديث ما يدل على التربية في النشأة.
[4] الطَّيب: ضدُ الخبيث، ويقال: للحلال طيب وللحرام خبيث.