الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إذا أمن الإمام فأمنوا فإن من وافق

          2221- الثَّالث والخمسون: عن الزهريِّ عن سعيدٍ وأبي سلمةَ عن أبي هريرةَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «إذا أمَّن الإمامُ فأمِّنوا(1)، فإنَّ من وافقَ تأمينُه / تأمينَ الملائكةِ غُفرَ له ما تقدَّم من ذنبِه» قال ابن شهابٍ: وكان رسولُ الله صلعم يقول: «آمين». [خ¦780]
          وللبخاريِّ من حديث الزهريِّ عن سعيد بن المسيَّبِ عن أبي هريرةَ: أنَّ النَّبيَّ صلعم قال: «إذا أمَّن القارئُ فأمِّنوا، فإنَّ الملائكةَ تؤمِّنُ، فمَن وافَق تأمينُه تأمينَ الملائكة غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه». [خ¦6402]
          ومن حديث مالكٍ عن أبي الزناد عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «إذا قال أحدُكم: آمينَ، وقالتِ الملائكةُ في السَّماء: آمينَ، فوافقتْ إحداهُما الأخرى، غُفرَ له ما تقدَّم من ذنبِه».
          وأخرجه مسلمٌ من حديث المغيرةِ بن عبد الرَّحمن عن أبي الزِّناد عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ مسنداً مثله. [خ¦781]
          وللبخاريِّ من حديث مالك عن سُميٍّ عن أبي صالحٍ عن أبي هريرةَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «إذا قال الإمام: {غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}[الفاتحة:7] فقولوا: آمينَ؛ فإنَّه من وافَق قولَ الملائكةِ غُفرَ له ما تقدَّم من ذنبِه».
          قال البخاريُّ: تابعه محمَّد بن عمرٍو عن أبي سلمةَ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم. [خ¦782]
          ولمسلمٍ من حديث يعقوبَ بن عبد الرَّحمن بن سهيلٍ عن أبيه عن أبي / هريرةَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «إذا قال القارئ: {غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}[الفاتحة:7] وقال مَن خلفَه: آمينَ، فوافقَ قولُه قولَ أهل السَّماء غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبِه».
          ولمسلمٍ أيضاً من حديث عمرِو بن الحارثِ عن أبي يونسَ سُليمِ بن جُبيرٍ عن أبي هريرةَ بنحوِه.


[1] إذا أمَّن الإمامُ فأمِّنوا: قيل يحتمل وجهين أحدهما: إذا فرَغ الإمام من قراءة القرآن فقولوا آمين، فتأمين الإمام ما في خاتمة الفاتحةِ من الدُّعاء، وتأمين المأموم قوله: آمينَ وهو دعاءٌ أيضاً؛ لأنهم قد قالوا: إن معنى آمين اللهمَّ استجب، والوجه الثاني: إذا قال الإمام: آمين فقولوا: آمينَ، على رواية ابن شهابٍ: «إن رسول الله صلعم كان يقول آمين» وفي التأمين لغتان: أمين على مِثالِ فعيلٍ غيرُ ممدودة، وآمين مطوَّلة الألف، مخفَّفة الميم في الوجهين، وفي بعض الآثار: «آمينَ خاتِمُ رب العالمين»، قال أبو بكر بن الأنباريِّ: معناه أنه طابَعُ الله على عباده، لأنه يدفع به البلايا والآفاتِ، كخاتم الكتاب الذي يصونه ويمنع من إفساده وإفشاء ما فيه، ويؤيِّد ذلك في روايةٍ أخرى: «أن الدعاء يرد البلاء» وفي رواية: «يرد القضاء» أي يكون سبباً لذلك، وفي روايةٍ أخرى: «آمين درجةٌ في الجنة» قال ابن الأنباري: معناه أنه حرف يكسَب به قائله درجةً في الجنة، «من وافق قولُه قولَ الملائكة» يعني في التأمين: «غفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه» وذلك مبيَّن في سائر الأحاديث، أي تكون الموافقة لذلك سبباً للمغفرة، والله أعلم.