الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة

          2372- الرَّابع بعد المئتين: عن الأعمشِ عن أبي صالحٍ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «أثقلُ صلاةٍ على المنافقينَ صلاةُ العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمونَ ما فيهما لأتَوهُما ولو حَبواً(1)، ولقد هَمَمْتُ أن آمرَ بالصَّلاةِ فتُقامَ، ثمَّ آمرَ رجلاً فيصلِّيَ بالنَّاس، ثمَّ أَنطلقَ معي برجالٍ معهم حُزَمٌ مِن حَطَبٍ إلى قومٍ لا يشهدونَ الصَّلاةَ، فأُحرِّقَ عليهم بيوتَهم بالنَّار!». [خ¦657]
          وفي حديث حفصِ بن غياثٍ عن الأعمشِ نحوُه، وقال في آخره: «فأُحرِّقَ على مَن لا يخرجُ إلى الصَّلاةِ يَقدِر(2)(3). [خ¦657]
          وأخرج البخاريُّ الفصلَ الثَّاني من حديث مالكٍ عن أبي الزنادِ عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «والَّذي نفسي بيده؛ لقد هَمَمْتُ أن آمرَ بحطبٍ فيُحطبَ، ثمَّ آمرَ بالصَّلاةِ فيؤذَّنَ لها، ثمَّ آمرَ رجلاً يؤمُّ النَّاسَ، ثمَّ أُخالفَ إلى رجالٍ فأُحرِّقَ عليهم بيوتَهم! والَّذي نفسي بيدِه؛ لو يعلمُ أحدُهم أنَّه يجد عَرْقاً(4) / سَميناً، أو مِرْمَاتَين(5) لشهد العِشاءَ!». [خ¦644]
          ومن حديث سعد بن إبراهيمَ [عن حُميد بن عبد الرَّحمنِ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «لقد هَمَمْتُ أن آمرَ بالصَّلاة فتُقامَ، ثمَّ أُخالفَ إلى منازلِ قومٍ لا يشهدونَ الصَّلاةَ فأحرِّقَ عليهم!». لم يزد. [خ¦2420]
          وأخرجه مسلمٌ من حديث سفيانَ بن عيينةَ]
(6) عن أبي الزناد عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ: «أنَّ رسولَ الله صلعم فقدَ ناساً في بعض الصَّلواتِ فقال: لقد هَمَمْتُ أن آمرَ رجلاً يصلِّي بالنَّاسِ، ثمَّ أُخالفَ إلى رجالٍ يتخلَّفونَ عنها(7)، فآمرَ بهم فيُحرِّقوا عليهم بحُزمِ الحطبِ بيوتَهم! ولو علِمَ أحدُهم أنَّه يجدُ عظماً سَميناً لشهِدَها!»، يعني: صلاةَ العشاء.
          ومن حديث همَّام بن منبِّهٍ عن أبي هريرةَ عن رسول الله صلعم: «لقد هَمَمْتُ أن آمرَ فِتياني أن يستعدُّوا لي بحُزمٍ من حطبٍ، ثمَّ آمرَ رجلاً يصلِّي بالنَّاس، ثمَّ تُحرَّقُ بيوتٌ على مَن فيها!».
          ومن حديث يزيدَ بن الأصمِّ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم بنحوِه. /


[1] حَبَا يَحبُو حَبْواً إذا مشى على أربع.
[2] كذا لأبي الهيثم الكشميهني والجمهور، ولبعضهم: «بعُذر»، ولأبي ذر: «بعدُ»، ورجحها عياض «مشارق» 1190.
[3] قال الحافظ المقدسي رحمه اللهُ: وهذه للبخاري.اهـ.قلنا: هي فيه برقم: ░657▒.
[4] العَرْقُ: هو العظم الذي يُقْشر عنه معظم اللحم وتبقَّى عليه بقيةٌ من لحمه، وجمع العرق عُراق نادر، يقال: عَرَقت العظم واعتَرَقتُه وتعَرَّقتُه، إذا أخذت عنه اللحم بأسنانك.
[5] المِرماة ويقال: مَرماة بالفتح، قال ابن الأعرابي: هو السهم الذي يُرمَى به، وقيل: المِرْماتان السَّهمان يَرمي بهما فيُحْرِز سَبَقَه، يقول: إنه يسابق في إحراز الدنيا ويدع الآخرة.
[6] سقط ما بين معقوفين من(ت).
[7] يَتخلفون عن الصلاة: يتأخَّرون.