الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً نعالهم

          2180- الثَّاني عشر: عن الزهريِّ عن سعيد بن المسيَّب عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى تقاتِلوا قوماً نعالُهمُ الشَّعرُ، لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى تقاتِلوا قوماً كأنَّ وجوهَهم المَجانُّ المُطْرَقةُ(1)».
          قال سفيان: وزاد فيه أبو الزِّناد عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ روايةً: «صغارُ الأعينِ، ذُلْفُ الأنوفِ(2)، كأنَّ وجوهَهم المَجانُّ المُطْرَقة». اللفظُ للبخاريِّ. [خ¦2929]
          ولمسلمٍ نحوُه، إلَّا أنَّه ليس لمسلمٍ في حديث سفيانَ عن أبي الزِّناد: «كأنَّ وجوهَهم المَجانُّ المُطْرَقة». وهو عند البخاريِّ فيه. /
          وأخرجاه من حديث قيسِ بن أبي حازمٍ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «تُقاتِلون بين يدَي السَّاعةِ قوماً نعالُهم الشَّعرُ، كأنَّ وجوهَهم المَجانُّ المُطْرَقةُ، حمْرُ الوجوه، صغارُ الأعينِ».
          وهذا لفظ حديث مسلمٍ عن أبي كُريبٍ.
          وللبخاريِّ في حديثه عن عليِّ بن المدينيِّ أنَّ قيسَ بن أبي حازمٍ قال: أتينا أبا هريرةَ فقال: «صحبتُ رسولَ الله صلعم ثلاثَ سنين، لم أكنْ في سِنيَّ أحرصَ على أن أعيَ الحديثَ منِّي فيهنَّ، سمعتُه يقول _وقال هكذا بيده_ : بين يدَي السَّاعة تقاتلونَ قوماً نعالُهم الشَّعر، وهو هذا البارِزِ(3)». [خ¦3591]
          وقال سفيانُ مرَّةً: «وهم أهلُ البارِز».
          وأخرجه البخاريُّ وزادَ في أوَّله زيادةً من حديثِ شعيبِ بن أبي حمزةَ عن أبي الزِّناد عن الأعرج عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى تقاتِلوا قوماً نعالُهم الشَّعر، وحتى تقاتلوا التُّركَ صغارَ الأعين، حمرَ الوجوه، ذُلْفَ الأُنوف، كأنَّ وجوهَهم المَجانُّ المُطْرَقة، وتجدون خيرَ النَّاسِ أشدَّهم كراهيةً لهذا الأمرِ حتَّى يقعَ فيه، والنَّاسُ معادنُ، خِيارُهم في الجاهليَّة خِيارُهم في الإسلام إذا فَقُهوا، وليأتينَّ على أحدِكم زمانٌ لَأَن يراني أحبُّ إليه من أن يكون له مثلُ أهلِه وماله». [خ¦3587]
          وأخرجه البخاريُّ من حديث صالحِ بن كَيسانَ عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم بمثل حديث شُعيبٍ دون الزِّيادة، مع تقديمٍ وتأخيرٍ. / [خ¦2928]
          وأخرج البخاريُّ أيضاً من حديث همَّامٍ عن أبي هريرةَ: أنَّ النَّبيَّ صلعم قال: «لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى تُقاتِلوا خُوزاً وكَرمانَ من الأعاجم، حمرَ الوجوه، فُطْسَ الأُنوف(4)، صغارَ الأعين، كأنَّ وجوهَهم المَجانُّ المُطْرقة، نعالُهم الشَّعر». [خ¦3590]
          وأخرجه مسلمٌ من حديث يعقوبَ بن عبد الرَّحمن عن سُهيلٍ عن أبيه عن أبي هريرةَ: أنَّ رسول الله صلعم قال: «لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يقاتلَ المسلمون التُّركَ، قوماً وجوهُهم كالمَجانِّ المُطْرَقة، يلبَسون الشَّعر، ويمشون في الشَّعر».


[1] المَجانُّ المُطرَقةُ: جمع مِجَنٍّ، والمِجنُّ والتُّرس مأخوذٌ من الجُنّة، وهي ما استُتر به في الحربِ من العدو، والمُطرَقة التي أُطرِقَت بالعقِب: أي أُلبِسَت به، ويقال طارقَ النعلَ: إذا صيَّر خَصفاً على حَقْفٍ، وأطرقَ جناحُ الطائر إذا وقعت ريشةٌ على التي تحتها وأُلبسَتها، وفي ريشِه طرقٌ: إذا ركب بعضه بعضاً، ويقال ترسٌ مُطرَقٌ: إذا طورقَ بجلدٍ على قدره وخُصفَ، وطارقَ نعلَه إذا أطبق طاقاً على طاقٍ.وأصل الخصف: الضم والجمع، ومنه قوله تعالى: {يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ} [طه:121] أي يُطبِقان على أبدانهما ورقة على ورقة، وأهل البحرين يسمُّون حِلالَ التمر خَصفاً لأن في حملِها جمعَ شيءٍ إلى شيء.
[2] الذَّلَفُ: الاستواء في طرف الأنفِ، وقال الزجَّاج: قِصَر الأنف وصِغَره، يقال امرأةٌ ذلفاءُ إذا كانت كذلك.
[3] يعني: أهل فارس، كذا هو بلغتهم.هامش (ت).
[4] الفَطَسُ: انفراشُ الأنفِ وطُمأنينةُ وسطِه.